"لا يحسن أن يكون الإنسان وحيدًا"

Share this Entry

روما، الاثنين 14 فبراير 2011 (ZENIT.org). – إن سرد خلق المرأة في الفصل الثاني في الكتاب المقدس لهو نص نادر المثيل. رغم أن الفصل الثاني مبني أكثر على مفهوم “الفعل” – فالله يأخذ، يجبل، ينفخ… إلا أنه عندما يأتي إلى خلق المرأة “يتكلم”، كما يتحدث الفصل الأول. يقول الله “ليس صالحًا أن يكون الإنسان وحده”. الصالح هنا يترجم “طوب” العبرية والتي تعني في الوقت عينه صالح وجميل. وهذا الـ “لا جميل” و “لا صالح” يود أن يقول أن الخلق الصالح-الجميل، والذي تغنى به الله في الفصل الأول سبع مرات لا يكتمل إذا كان الإنسان وحيدًا ومنعزلاً.

ويقدم النص بشكل شبه فكاهي “محاولات” الله لكي يجد عونًا للإنسان. الغاية من هذه المحاولات ليست التعبير عن حاجة الله لاكتمال لمؤهلاته الخلاقة، بل هي تعبير عن تصاعد في الخليقة وتأجيج لشوق الإنسان لكي يعي أن اكتماله لا يتم في المخلوقات الأخرى بل في خليقة هي الآخر الأهم بين المخلوقات الرجل أو المرأة البشريين.

فالله بحسب سرد النص يسعى ليخلق للإنسان عونًا يقوم أمامه (أو بوجهه، أو حتى ضد ذاته!) وهذا العون يأتي في المرأة. والتعبير الذي قد يبدو غريبًا في معانيه المتضاربة إنما يعبر عن واقعًا عميقًا فالآخر هو في الآن نفسه عون للإنسان، وعون للإنسان ضد ذاته، ضد ميوله. الآخرية لا تعد بسلام الحواس الكامل، بل بنوع من صراع يشكل بالنسبة للإنسان الفرصة للخروج من ذاته. هذا وبالحديث عن نوم الإنسان عند خلق المرأة، يتحدث النص اليوناني عن حالة انخطاف، أي حرفيًا خروج من الذات.

هذا ويقول التلمود عن المرأة المأخوذة من ضلع (جنب) الإنسان: “المرأة لم تخلق من رأس الإنسان لكي لا تسود عليه، ولم تُخلق من رجله لكي لا تكون عبدة له. بل خلقت من جنبه لكي تكون قريبة من قلبه”.

هذا النص يسبق كل الخلافات والانقسامات المستقبلية، ويبين كيف أن الرجل والمرأة هما متساويات في مشروع الله. ولهو من الأهمية بمكان أن الرجل في حالة نوم عندما تُخلق المرأة، وذلك دلالة إلى أنه ليس خالقًا أو فاعلاً في خلق المرأة، بل إن المرأى تخرج مباشرة من يد الله مساوية للرجل وندًا له.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير