الفاتيكان، الأربعاء 16 فبراير 2011 (Zenit.org) – إذاعة الفاتيكان – تناول البابا بندكتس الـ16 في مقابلته العامة اليوم الأربعاء شخصية القديس يوحنا الصليب الذي ولد في إسبانيا عام 1542 وصار راهبا كرمليا وانضم إلى مشروع إصلاح رهبنة الكرمل إلى جانب القديسة تيريزا الأفيلية “لأجل مجد الله الأعظم”.
أضاء البابا على روحانية يوحنا الصليب الذي لقب بالمعلم الصوفي أو معلم اللاهوت الروحي، ولفت إلى أنه أحد أهم الشعراء الإسبان في تلك الحقبة من التاريخ، وأبرز كتبه “الصعود إلى جبل الكرمل”، “الليل المظلم”، “النشيد الروحي” و”شعلة الحب الحية”، التي تعرض طريقا لتنقية النفس وتطهيرها من خلال عمل الروح القدس السري حتى الاتحاد بمحبة الله.
أشار البابا إلى أن تنقية الحواس هي مدخل كل تطهير وتتواصل مع تنقية النوايا والأفكار والذاكرة والإرادة، فالله وحده قادر على أن ينقي ويطهر. ويجب أن يتعاون الإنسان ليتحرر مما يعاكس مشيئة الله، في الاستسلام بسخاء لعمله المحرِر.
لفت البابا إلى أن حياة يوحنا الصليب لم تكن سهلة على الإطلاق ولا “تحليقا فوق الغيوم التصوفية”، بل كانت حياة مريرة وقاسية وحتى عملية ومحسوسة، إذ ذاق الأمرّين كمصلح ورئيس في رهبنة الكرمل وواجه الرفض والنبذ وحتى العنف الجسدي والسجن، وهناك، تابع البابا، دوّن أحد أجمل كتبه.
رأى بندكتس الـ16 أن القديس يوحنا الصليب يعلم المؤمنين أن حياتهم هي مسيرة نحو لقاء المسيح، ويجب أن يروا بضوئه كل أفراحهم وأتراحهم وهمومهم، وكل وجودهم، في انفتاح القلوب على عمل الله ونعمته فيظلوا متحدين معه على الدوام. وأكد أن القداسة ليست حكرا على أشخاص قليلين ولا امتيازا لهم، إنما هي دعوة كل مسيحي.
يوم غد تنشر وكالة زينيت النص الكامل لكلمة البابا