مكانة الكتاب المقدس عند الشعب الأرمني (2)

حلب، الخميس 24 فبراير 2011 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي القسم الثاني من مقالة الأب الياس جانجي بعنوان: “مكانة الكتاب المقدس عند الشعب الأرمني”.

* * *

5ـ الكتاب المقدس في المذكرات الأرمنية.

إن المذكرات التي تحتوي على شواهد كتابية, تعد جزءاً لا يتجزأ من المخطوطات الأرمنية الكتابية.وهنا كلمة LمذكرةM تعني: معلومات مختصرها يضعها الناقل أو الناسخ أو المزين على المخطوطة متعلقة بتاريخ هذه المخطوطة, شارحة الوقت والمكان والزمان والشروط التي كتبت بها, وكل ما يتعلق بها.

فالباحث يصدم ويدهش عندما يصادف المذكرات المعاصرة للكتب والمؤلفات بوجود صفات وتعابير مأخوذة من الكتاب المقدس وبالأخص فيما يتعلق بالعقيدة. فكل بطريقته كان يعرض إيمان وتعلق المؤمن الأرمني بالكتاب المقدس. ومن بعض الكلمات التي استعملها:L كلمة الله, عطاء الله, المسجود, المعبود, مانح الجنة, القدوس, خالق الكون……M.

6ـ تفسير الكتاب المقدس من قبل المؤلفين الأرمن.

إن التفاسير الكتابية تشكل قسماً خاصاً من المخطوطات الكنسية الكتابية. فمنذ قديم الزمان كانت الكنيسة المقدسة من قبل المسيح تلك السلطة التي يحق لها الحفاظ على الكتاب المقدس ووعظ كلام الرب وتشجيع القراءات الكتابية وبالإضافة إلى كل ما يبق شرح وتفسير العهد القديم والجديد وذلك بواسطة آباء الكنيسة وكهنتها. حيث كانوا يقدمون شروحاً للمؤمنين وغيرهم, كانت تتصف أحياناً باللاموضوعية والشخصانية, مما أدى إلى نشوء بعض الهرطقات والبدع.

ولكن هناك بعض المؤلفين الذين قدموا شروحاً جيدة منهم: الأب يغيشه (+476), استبان سيتيتسي (+735), القديس كريكور ناريكاتسي (+1003-1004), القديس نرسيس شنورهالي (+1173), القديس نرسيس لامبروناتسي (+1198), مخيتار كوش (+1213), راهب (+1215), كيفورك اسكيفراتسي(+1301), يوحنا فورودنيتسي (+1378), كريكور داتيفاتسي (+1410), متى تشوغايتس (+1412), الآباتي مخيتار سيباسداتسي (+ 1749) يعقوب ناليان (+1764).

7ـ الكتاب المقدس والطباعة الأرمنية.

يعد الكتاب المقدس من أكثر الكتب المطبوعة عند الشعب الأرمني, كاملاً ومجزئا. وخاصة, كتاب المزامير والعهد الجديد. وكإثبات لهذا فإن أول كتاب طبع كان في البندقية عام 1565, وهو كتاب المزامير على يدّ أبكار طوخاتيس. ولكن أول طباعة كاملة للكتاب المقدس كانت على يدّ فوسكيان يريفانتس في أمستردام حوالي 1666-1668.

Lلقد كانت ظاهرة فريدة من نوعها, طباعة الكتاب المقدس عام 1733 من قبل مخيتار سيباسداتسي, بنقش يتصف بالذوق, وبحروف جميلة. فقد قارن مخيتار سبعة ترجمات للكتاب المقدس مع بعضها معتمداً علة مخطوط أرمنيM[1].

 ولكن إن أول كتاب مقدس مطبوع بطريقة علمية ـ نقدية ومقارن. كان من قبل الأب بوحنا زوهرابيان في القديس غازار عام 1805, الذي اعتمد على مخطوط من كيليكيا من العام 1319, وقارنه مع 9 نماذج أخرى واضعاً الفروق في الحواشي. وتعتبر قيمة عمل زوهرابيان العلمية والمعاصرة ذات قيمة كبيرة, إلى يومنا, لكن هناك طباعة أخرى موازية من قبل الأب أرسين باكرادوني عام 1860.

8ـ التعليم الكتابي في الأديرة الأرمنية.

يعد الكتاب المقدس المنبع الأساسي للمخطوطات الأرمنية القديمة وللأدب الوسيطي[2] وللفن وللعمارة, الذي يتطلب استعماله معرفة دقيقة به. وهذه المعرفة كانت تعطى من قبل الأديرة والمدارس الكنسية التي كانت فيها دراسة الكتاب المقدس من الموجبات الجسام.

وإن الإثباتات على هذا تبدأ من القرن الخامس وصولاً  إلى القرن الخامس عشر. حيث كان يدّرس الكتاب المقدس بدقة وجدية بالإضافة إلى المهابة والحنان مقدمين كلمة الله.

Share this Entry

[1] ل. لاجيكيان, مخيتار سيباسداتسي, من موسوعة أرمينية المسيحية, يريفان,2002, ص737 أ.,739 أ.

[2] العصور الوسطى.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير