اسلام اباد ، الأربعاء 3 مارس 2011 (Zenit.org). – حدادٌ ورعب في الجماعة المسيحية في باكستان بعد مقتل الوزير الفدرالي للأقليّات الدينية، الكاثوليكي شهباز بهاتي، هذا الصباح في اسلام اباد. وروتْ مصادرُ محلية أن الوزير كان خارجًا من محل إقامته للذهاب إلى مكتبه، وكان في سيّارته برفقة حفيدته وسائقه دون أيّ حرس شخصي. وفجأةً توقفت سيارةٌ صغيرة من نوع سوزوكي إلى جانب سيّارة الوزير وأطلق منها رجالٌ ملثمون النارَ على نافذة السائق ليجبروه على التوقّف، ثمّ نزلوا وسحبوا الوزير خارجًا، واطلقوا النار عليه. وهربَ بعدها آمرُهم، بينما أخذَ السائقُ الوزيرَ إلى مستشفى اسلام اباد التي وصلها بهاتي فاقدًا الحياة. ولم تكنْ هناك حتّى اللحظة شكوى رسمية ضدّ أحد، إلاّ أن التحقيقات الأولى أشارت أنّ جماعة طالبان هم مَن قاموا بالاعتداء، وذلك بعد العثور في موقع الجريمة على منشورات تحملُ توقيع “تحريك – طالبان – بنجاب”.
وتتساءلُ مصادرُ محلية في حديثها لوكالة فيدس: لماذا تُرِكَ الوزير بهاتي دون حرسٍ شخصي، خاصّةً وأنّه قد أصبحَ منذ فترةٍ موضوعَ تهديد الجماعات الارهابية! ولم يتردد الكهنةُ والراهبات في باكستان أن يطلقوا على بهاتي لقب “شهيد”، لأنّه “أعطى حياته من أجل الدفاع عن حقوق الأقليّات الدينية، وخاصّةً المسيحيين”.
وأعلنَ بيتر جاكوب بتأثّر لوكالة فيدس، وهو أمين سر لجنة “العدالة والسلام” الأسقفية وصديقٌ شخصي لبهاتي: “نحنُ في حالة صدمةٍ وذعر. فالجماعةُ الكاثوليكية، والمسيحيّة ككل، مصدومة من جراء حادث الاغتيال الخطير هذا. نشعرُ بالقلق وبعدم الحماية. هذا الاغتيال يعني أن البلاد وقعت تحتَ رحمة الإرهابيين الذين يسمحون لأنفسهم بقتل شخصيةٍ ذات منصبٍ رفيع مثل بهاتي. نشعرُ بالضعف، ويشعرهُ خاصّةً المدافعون عن حقوق الإنسان والأقليّات الدينية. نستنكرُ بقوّة هذا الفعل الوحشي. لكنّ الوقت الآن مخصص للحداد، وسنفكرُ فيما بعد ما علينا فعله كمسيحيين”.
وكان بهاتي، 42 عامًا، قد تثبتَ كوزيرٍ فدرالي للأقليّات الدينية في التعديل الوزاري الأخير، وقد شغل هذا المنصب منذ عام 2008. ويعودُ أصلُهُ إلى قرية كشبر بجانب فيصل اباد في بنجاب، والتي تُدعى “فاتيكانُ باكستان” لأنّ الآباءَ الدومنيكان أنشؤوها ولأنّها أعطت العديدَ من الكهنة والراهبات والرهبان الباكستانيين.
وفي منصبه كناشطٍ للدفاع عن حقوق الإنسان والأقليّات الدينية، أسسَ بهاتي “تحالف جميع الأقليّات الباكستانية” و “جبهة التحرير المسيحية”، وتنشطُ هاتان المنظمتان في المجتمع المدني. وكان بهاتي حاملاً لواءَ الكفاح من أجل إعادة النظر في قانون التجديف الذي كلفه حياته. وكان قد طمأنَ وكالة فيدس في الأيام الماضية، بطريقةٍ متحفّظة، بأنّ “لجنة إعادة النظر في قانون التجديف”، التي تأسست بإرادة الرئيس علي زرداي وبقيادة بهاتي ذاته، مشروعٌ لن يتمّ التخلي عنه بل سيستمرُ بعيدًا عن دائرة الضوء. وكان يحبّ مؤخرًا أن يكرر القول “لقد أحرقتُ سفني”، مشيرًا إلى التزامه الذي كان يمارسُه بكلّ وجوده، بحيث لم يتوقع يومًا القيام بأيّة خطوةٍ إلى الوراء. وفي آخر مقابلة أجراها مع وكالة فيدس قال إنه يعتبر خدمته في السياسة “شهادة للإيمان بالمسيح.