"جئت ليكون لهم الحياة ولتكون بوفرة" (3)

Share this Entry

أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش

 

الجزء الثالث: النِعمُ التي نحصل عليها من خلال الأسرار

روما، الثلاثاء 22 مارس 2011 (Zenit.org) – بواسطة الأسرار نحصل على النعمة التي هي عطية مجانية من الله فبالنعمة نخلص كما يقول بولس الرسول: “لأن الخلاص جاءَكم من النعمة وبالإيمان. فليس ذلك منكم، بل هو هبة من الله” (أفس2/8). الإنسان الذي يتقبل النعمة يمتلئ من الروح القدس فتفيض حياته عدلا وسلاما وطاعة لله. وهي تعطينا القدرة لنقول بجرأة “لا” للخطيئة لأنها تملأنا قوة “لنعيش في هذا الدهر برزانة وعدل وتقوى منتظرين السعادة المرجوة” (طي2/12). إن نعمة الله التي نحصل عليها بالأسرار تخلصنا وتعلمنا وتقودنا للرب؛ كما أنها تحرضنا لنكون قديسين وتعطينا قوة لنسير في طريق الله.

يقول القديس أغسطينوس “بدون نعمة المسيح لا يمكن لصغير أو كبير أن يخلص، وهذه النعمة لا تُعطى مقابل أي شيء وإنما هي عطية مجانية”. إن نعمة الله تفيض فينا وتتدفق في أعماقنا كما تتدفق المياه وفيرة من نبع الحياة الذي هو المسيح، وأسرار الكنيسة السبعة هي وسائل ننال بها النعم غير المنظورة بواسطة مادة منظورة. وعلى سبيل المثال ننال في المعمودية نعمة التبرير والتجديد، وفي الميرون يسكن الروح القدس فينا ويثبتنا في المسيح، وفي المناولة نحصل على المسيح ونثبت فيه ويثبت فينا، أما في التوبة فننال غفران الخطايا.

يتساءل البعض لماذا لم تلمسهم نعمة الرب بعد؟ الجواب بسيط جدا هو أن مواقفهم تتسم بعداء تجاه حياة الإنسان المصلوبة وهم لم يفهموا ما قاله المسيح: “من أراد أن يتبعني، فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأن الذي يريد أن يُخلّصَ حياته يَفقدها” (متى16/24)؛ أما الذين تفيض فيهم نعمة الرب فنراهم يعيشون بحماس ويفتشون باستمرار عن السبل التي تساعدهم ليفهموا كلمة الله ويعيشوا إنجيل الرب بنعمة وقوة الروح القدس.

أجمل ما في حياة الإنسان هو أن يعي بأن الله أنعم عليه بنعم ثمينة لا يستطيع أن يعيش حياته المسيحية بدونها. “ولتكن النعمة معكم أجمعين. آمين” (عبر13/25).

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير