أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش
الجزء التاسع: الزيت والتغطيس
روما، الخميس 1 أبريل 2011 (Zenit.org) – بعد قبول المسيح وإعلان الإيمان يصلي الكاهن على المياه لتكون مقدسة بحلول الروح القدس عليها ثم يصلي على الزيت ويمزجه مع الماء ويمسح جبين المعتمد قائلا: يُمسح عبدالله بزيتِ الابتهاج، باسمِ الآبِ والابنِ والرّوحِ القدس، ثم يمسح ثانيا صدره قائلا: “لشفاء النفس والجسد”، وثالثا أذنيه قائلا: “لسماع الإيمان”، ورابعا رجليه قائلا: “ليسلك سبلك يا رب”. وأخيرا يمسح يديه قائلا: “يداك صنعتاني وجبلتاني فهمني فأتعلم وصاياك”
نسمي هذا الزيت بزيت الابتهاج لأنه يرمز، بعطره ورائحته الطيبة، إلى فرح الدخول في عالم الله الآمن، الذي يحمل السلام والرجاء، فعندما يُمسحُ المعتمد به بشكل صليب، يصبح مُلكا لله الذي اختاره ليكون من خاصته، لذلك يصير فردا من الذين يسكنون ملكوت الله فيبدأ بدعوة الله “أبّا” يا أبانا.
في هذه الأثناء وبعد أن تُنزع ثياب المعتمد ليكون عاريا، وهذا يرمز إلى نزع الإنسان العتيق منه والتخلي عن عاداته القديمة، يُغَطَّس المعتمد بالمياه ثلاثا باسم الثالوث الأقدس ويقول الكاهن” يُعمَّد عبد الله باسم الأب (الغطسة الأولى، والابن (الغطسة الثانية) والروح القدس (الغطسة الثالثة) في هذه الأثناء يحل الروح القدس على المعتمد فيصير مُستنيرا حاملا سمات المسيح في حياته. هذه المعمودية لا تعني أن نكون أعضاء في جماعية مسيحية بشرية بل هي بداية حياة جديدة لا يستطيع حتى أهلنا أن يقدموها لنا، حياة من لدن الله، حياة مع الله الآب السماوي، إننا لم نعد بعد أبناء رَحِم بشرية إنما ولدنا من جديد من الروح القدس.