بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 6 أبريل 2011 (Zenit.org). – غالبًا ما نقرأ الإنجيل من خلال نظارات تخون رسالته العميقة، ولا تجعلنا ندرك الهدف منه، الذي هو معرفة سر قلب الله. سر قلب الله في عمق أعماقه هو سر رحمة إلهية. والقديسون هم معلمون في قراءة الكتاب المقدس.
في تعليم الأربعاء تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن القديسة تريز الطفل يسوع، وتطرأ في ختام تعليمه على محبة تريز للكتاب المقدس، وبشكل خاص للإنجيل، ولقراءتها له.
تربط القديسة أولاً بشكل حميم بين الافخارستيا والإنجيل: "الافخارستيا، التي لا تنفصل عن الإنجيل، هي بالنسبة لتريز سر الحب الإلهي الذي ينحدر إلى أقصى الحدود لكي يرفعنا إليه. في رسالتها الأخيرة، المكتوبة على صورة تمثل الطفل يسوع في القربانة المقدسة، تكتب القديسة هذه الكلمات البسيطة: "لا يمكنني أن أخاف إلهًا أضحى صغيرًا هكذا لأجلي! (...) أنا أحبه! لأنه ليس إلا محبة ورحمة!".
وفي الإنجيل، تكتشف تريز بشكل خاص رحمة يسوع، فتصرح: "لقد أعطاني رحمته اللامتناهية، ومن خلالها أتأمل وأسجد للكمالات الإلهية الأخرى! (...). وعندها تظهر جميعها لي مشعة بالحب، العدالة نفسه (وربما أكثر من أي شيء آخر) تظهر لي متشحة بالحب".
وفي ختام سيرتها الذاتية، تقول: "عندما ألقي نظرة على الإنجيل المقدس، أتنشق فورًا عطور حياة يسوع وأعرف في أي اتجاه يجب أن أركض... لا نحو المقام الأول، بل أثب نحو المقام الأخير... نعم أشعر أنه لو كنت أحمل على ضميري وقر كل الخطايا التي يمكن ارتكابها، لكنت سأذهب وقلبي منكسر بالتوبة، لأرتمي بين ذراعي يسوع، لأني أعرف كم يحب الابن الضال الذي يعود إليه".
تعليقًا على هذه الآيات القليلة، قال الأب الأقدس: ""الثقة والحب" هما النقطة النهائية في سيرة حياتها، كلمتان هما مثل منارتين تضيئان كل درب قداستها، لكي تقود الآخرين على نفس "طريق الثقة والحب" في الطفولة الروحية".
وتابع: "الثقة مثل ثقة الطفل الصغير الذي يرتمي بين يدي الله، والتي لا تنفصل عن الالتزام القوي والجذري في الحب الحقيقي، الذي هو هبة الذات بالكامل، كما تقول تريز وهي تتأمل بمريم: "أن نحب هو أن نعطي كل شيء، وأن نعطي ذواتنا"".
وختم البابا بالقول أنه من خلال قراءتها للكتاب المقدس ككتاب الرحمة ومدرسة التتلمذ للرحمة الإلهية، تعلمنا تريز جميعًا أن "الحياة المسيحية تتألف من عيش نعمة المعمودية بشكل كامل في هبة الذات بالكلية لحب الآب، لكي نعيش مثل المسيح، في نار الروح القدس، الذي هو حب الله بالذات نحو الآخرين".