بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 6 أبريل 2011 (Zenit.org). – “تريز هي من بين صغار الإنجيل الذين يسمحون لله أن يقودهم في عمق سره. هي دليل للجميع، وخصوصًا لأولئك الذين يقومون بين شعب الله بخدمة اللاهوتيين”.
هذا ما قاله بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء الذي كرسه هذا الأسبوع للقديسة تريز الطفل يسوع.
في مطلع التعليم شرح الأب الأقدس أن “تريز الصغيرة” لم تتوقف البتة عن مساعدة النفوس البسيطة، الصغيرة، الفقيرة والمتألمة التي تتضرع إليها، ولكنها أنارت أيضًا كل الكنيسة بتعليمها الروحي العميق.
وذكّر أن المكرم البابا يوحنا بولس الثاني، في عام 1997، أسبغ عليها لقب ملفانة الكنيسة، إلى جانب كونها شفيعة الرسالات، كما أرادها بيوس الحادي عشر في عام 1939. ويوحنا بولس الثاني عينه اعتبرها “الخبيرة في علم الحب”.
وتساءل بندكتس السادس عشر: “ما هو ذلك الحب الذي ملأ حياة تريز، من طفولتها وحتى موتها؟”
وأجاب: “هذا الحب له وجه، له اسم، هو يسوع! تتحدث القديسة دومًا عن يسوع”.
وتطرق البابا إلى مراحل حياة القديسة الأساسية وصولاً إلى ليل الألم الجسدي والروحي. وبيّن كيف أن تريز حافظت على فرحها وابتسامتها حتى في عمق المحن فقال: “إن محبتها المتبسمة هي التعبير عن فرح عميق تكشف عن سره بالقول: “يسوع، فرحي هو أن أحبك””.
وأضاف: “في هذا الإطار من الألم، وإذ تعيش الحب الأكبر في أمور الحياة اليومية الصغيرة، تكمّل القديسة دعوتها بأن تكون الحب في قلب الكنيسة”.
وذكّر أن تريز ماتت عشية الـ 30 من سبتمبر 1897، متلفظة بهذه الكلمات البسيطة: “يا إلهي، أنا أحبك!”، وهي تنظر إلى المصلوب الذي كانت تضمه بين يديها.
وعلق بالقول: “كلمات تريز الأخيرة هذه هي مفتاح كل تعليمها، وتفسيرها للإنجيل. فعل الحب الذي عبرت عنه في نفسها الأخير، كان نَفَس حياتها الدائم، وكان مثل نبض قلبها. الكلمات البسيطة “يسوع أحبك” كانت محور كل كتاباتها. فعل الحب نحو يسوع يجعلها تغوص في الثالوث الأقدس. تكتب تريز: “آه أنت تعرف، يا يسوع الإلهي أني أحبك، روح الحب يضرمني بناره، وبمحبتي لك أنا أجذب نحو الآب””.
وحض بندكتس السادس عشر المؤمنين إلى الاقتداء بالقديسة بالقول: “نحن أيضًا مثل القديسة تريز الطفل يسوع يجب علينا أن نكرر كل يوم للرب أننا نريد أن نعيش الحب نحوه ونحو الآخرين، وأن نتعلم في مدرسة القديسين أن نحب بشكل أصيل وكامل”.
وتابع: “تريز هي من بين صغار الإنجيل الذين يسمحون لله أن يقودهم في عمق سره. هي دليل للجميع، وخصوصًا لأولئك الذين يقومون بين شعب الله بخدمة اللاهوتيين. من خلال التواضع والمحبة، من خلال الإيمان والرجاء، تدخل تريز باستمرار في قلب الكتاب المقدس الذي يتضمن سر المسيح”.
وأضاف: “قراءة الكتاب المقدس هذه، التي تتغذى من علم الحب، لا تتناقض مع العلم الأكاديمي. إن معرفة القديسين التي تتحدث عنها في الصفحة الأخيرة من “قصة نفس”، هي العلم الأسمى”.