أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش
الجزء الثاني عشر: القراءات وسر الشكر
روما، الخميس 7 أبريل 2011 (Zenit.org) – الرسالة تتحدث عن رمز التغطيس بالماء وعن دعوة يوجهها بولس الرسول للمعتمد الجديد، يؤكد فيها أنه دفن في معموديته مع المسيح لكنه أيضا قام معه. وفي القيامة حصل على قوة التحرر من الخطيئة (فيل3/10) هذا الإنسان الجديد لن يموت بَعدَ الآن لأن المسيح مات عنه مرةً واحدة وقدم له نعمة الحرية “إذا حرركم الابن صرتم أحرارا حقا” (يو8/36). أما الإنجيل فيركز على إرسال التلاميذ إلى العالم ليبشروا الأمم ويعمدوهم. لقد جرت العادة أن يتلى الإنجيل على راس المعتمد لأنه صار من أبناء الوطن السماوي: “فلستُم بعدَ غُرباء أو ضيوفاً، بل أنتُم من أبناء وطنِ القديسين ومن أهل بيتِ الله” (افس2/19)
بعد القراءات يتقدم المتنصر إلى المائدة المقدسة ليتناول الأسرار الإلهية، هذه المناولة هي جزء لا يتجزأ من رتبة المعمودية، إذ لا يمكن أن نفهم المعمودية بدون مسحة الميرون والافخارستيا، فكل سر منها يتحقق في الآخر والثلاثة يشكلون رتبة ليتورجية واحدة، فالميرون يثبت المعمودية والقربان المقدس يحقق المسحة المقدسة. في المعمودية نولد من جديد بالماء والروح، أما موهبة الروح القدس فتدخلنا إلى الكنيسة، وبالافخارستيا نحصل على المسيح، ففي الأسرار الثلاثة نصير أعضاء حيّة في جسد المسيح.
عندما يتناول المعتمد يتحد مع المسيح ويأخذ اتجاه جديدا وعقلية جديدة لن يجدهما إلا بيسوع المسيح لأنه “الخبز الحي الذي نزل من السماء، من يأكل هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذي أنا أعطيه هو جسدي الذي أبذلُهُ ليحيا العالم” (يو6/51). إن الرأس والجسد يجتمعان معا ويصيران واحدا، تماما كما هي الحال عند الكرمة والأغصان.