بقلم روبير شعيب
روما، الخميس 14 أبريل 2011 (ZENIT.org). – ذكر الكاردينال جان-لوي توران، رئيس المجلس الحبري للحوار مع الأديان، بالدور الهام الذي لعبته المسيحية في تكوين ونقل الثقافة في أوروبا.
فقد قام الكاردينال بمداخلة نهار الثلاثاء 12 أبريل في إطار جمعية برلمانية لمجلس أوروبا حول موضوع: “البعد الديني في الحوار بين الثقافات: آن الأوان لخلق ثقافة جديدة للعيش سوية”.
دعا توران المسيحيين إلى عيش “شجاعة الاختلاف” خصوصًا في وجه موضوعات اجتماعية مثل الإجهاض، القتل الرحيم، وديكتاتورية المظاهر.
وقال: “في مطلع هذه الألفية حيث نجد صعوبة جمة في نقل القيم، نرى أن هناك دور هام جدًا يجب أن يلعبه الإيمان المسيحي”.
وشرح أننا لسنا بصدد أن ننص على الناس ما يجب أن تفعله، بل “أن نذكرهم أنهم مدبرو الموارد المادية والأخلاقية في هذا العالم لخير الجميع، ولذا يترتب عليهم الاستثمار والجهد لنقل الإرث للأجيال المستقبلة”.
وتابع موضحًا أنه من واجب المسيحيين أن يقوموا بما بوسعهم لكي لا يُحرم معاصروهم من مناهل النور ومن سبل الوصول إلى معنى في الوجود. ففي وجه “التجارب المخبرية على كائنات بشرية، الإجهاض، القتل الرحيم، انحطاط معنى الحياة الجنسية، ديكتاتورية المظاهر، يجب على المسيحيين أن يكونوا حلفاء كل ما يسير في اتجاه الإنسان والأنسنة”، واعتبر أن هذا التصرف يندرج في إطار “محبة الإخوة والبشرية”.
كما ودعا الكاردينال المؤمنين لكي يوقظوا فهم ومشاعر المسؤولين والمشرعين والمعلمين على “ضرورة احترام الشخص البشرية والبحث عن حقيقة اللغز البشرية، وعلى التربية على الحس النقدي للاختيار القويم بين الصواب والخطأ”.
وشدد أنه لا يمكن لأي دين في أوروبا أن يُفرض بالقوة والضغط. “ففي أوروبا نحن نتحاور. في أوروبا الدين ليس فقط أمرًا وراثيًا، بل هو أكثر فأكثر أمر يتم اختياره. لأن الأديان هي أيضًا ثقافات”.
ودعا أخيرًا المجلس الأوروبي إلى أخذ قرارات شجاعة وعملية ملموسة لكي يتم تعزيز حرية الدين وإدانة كل أشكال الاضطهاد، والعنف والتمييز لأسباب دينية، في أوروبا وفي كل أنحاء العالم.