الإنسان موجود في حقلي جاذبية: الأول يشده نحو الأسفل والآخر نحو العلاء

بحسب بندكتس السادس عشر في عيد الشعانين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الاثنين 18 أبريل 2011 (ZENIT.org). – احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد 17 أبريل 2011 بعيد الشعانين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، مع حشد من الكرادلة، الأساقفة والكهنة، وبحضور كثيف للمؤمنين، وشرح البابا في معرض العظة أن المسيرة التي يشارك بها المؤمنون رمزيًا هي صورة لمسيرة أعمق “صورة لمسيرتنا مع يسوع في الحج في الدرب السامية نحو الله الحي”.

وذكر البابا كيف أن مختلف الأجيال لطالما امتلأت برغبة أن تصبح مثل الله وأن تصل لسمو الله، واعتبر أننا نرى ذلك في كل ابتكارات الروح البشري: “في كل ابتكارات الروح البشري، نحن في نهاية المطاف بصدد سعي للحصول على الأجنحة، لكي نرتفع لسمو الكائن، لكي نضحي مستقلين، أحرارًا بالكلية، مثل الله بالذات”.

ولاحظ بندكتس السادس عشر أن مع نمو قدرة الخير، ينمي في التاريخ البشري الميل إلى الشر أيضًا: “مع نمو قدراتنا لم يُنم الخير وحسب.  بل أيضًا القدرة على فعل الشر، وهذه القدرة تقوم مثل عاصفة مهددة للتاريخ”.

وقدم نظرة جميلة للآباء حول الإنسان فقال: “لقد اعتبر الآباء أن الإنسان موجود في نقطة التقاء حقلي تجاذب”.

“هناك قبل كل شيء قوة الجاذبية التي تشده إلى الأرض – نحو الأنانية، نحو الرياء ونحو الشر؛ الجاذبية التي تحطنا وتبعدنا عن الله”.

“ومن ناحية أخرى هناك قوة الحب التي تشدنا إلى العلاء: حب الله لنا وجوابنا على الحب يجذباننا إلى العلاء”.

وأضاف: “يجد الإنسان نفسه في وسط قوة الجاذبية المزدوجة هذه، وكل شيء يتعلق بهروبه من جاذبية الشر لكي يضحي حرًا فيسمح لقوة جاذبية الله أن تشده، هذه القوة التي تجعلنا حقيقيين، والتي ترفعنا وتهبنا الحرية الحقة”.

سبل الارتقاء نحو الله

وعلق البابا أولاً على كلمة “لنرفع قلوبنا التي يدعو بها الكاهن الجماعة في بدء الصلاة الافخارستية فقال: “بعد ليتورجية الكلمة، وفي مطلع الصلاة الافخارستية التي خلالها يحضر الرب في وسطنا، ترفع الكنيسة الدعوة إلى “رفع القلوب” (Sursum corda )”.

وأوضح أنه بحسب المفهوم الكتابي والآبائي، القلب هو محور الإنسان الذي يجمع بين العقل، الإرادة، العاطفة، الجسد والنفس. هذا المحور، الذي يضحي فيه الروح جسدًا والجسد روحًا؛ والذي تتحد فيه الإرادة، العاطفة، والعقل في معرفة الله وفي حبه. هذا “القلب” يجب رفعه. ولكن نحن ضعفاء جدًا لكي نرفع قلوبنا حتى سمو الله. ليس ذلك في متناولنا.

وشرح الأب الأقدس أن الكبرياء الذي يريد أن يقنعنا بأننا نستطيع أن نقوم بذلك بمفردنا هو الذي يشدنا نحو الأسفل ويبعدنا عن الله. يجب على الله بالذات أن يشدنا إلى العلاء، وهذا ما بدأه يسوع على الصليب. لقد نزل حتى أقصى أعماق الانحطاط البشري، لكي يرفعنا إلى العلاء نحو ذاته، نحو الله الحي.

وقدم البابا الوسائل التي يعرضها المزمور 24، والتي تتعلق بارتقائنا والتي من دونها لا نستطيع أن نرتفع نحو العلاء: الأيدي النقية، القلب الطاهر، رفض الرياء، البحث عن وجه الله.

وعلق بندكتس السادس عشر: “اكتشافات التكنولوجيا تحررنا، وهي جزء من تطور البشرية فقط إذا ما اتحدت بهذه المواقف – إذا أضحت أيدينا بريئة وقلبنا طاهر، وإذا كنا نبحث عن الحقيقة، عن الله بالذات، وإذا ما سمحنا له أن يلمسنا وأن يحثنا بحبه. كل عناصر الارتقاء هذه هي فعالة فقط إذا اعترفنا بتواضع أنه يجب أن يتم جذبنا للعلاء؛ إذا ما تخلينا عن كبرياء أن نريد أن نضحي الله من تلقاء ذاتنا”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير