"جئت ليكون لهم الحياة ولتكون بوفرة" (18)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش

الجزء الثامن عشر: التوبة

روما، الخميس 21 أبريل 2011 (Zenit.org) – عندما عاد الابن الضال إلى البيت الأبوي قال الأب لابنه البكر: “إن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوُجد” (لو15/24). التوبة إذن هي عودة من الموت إلى الحياة فالإنسان الخاطئ هو في حالة موت لأنه فصل نفسه عن رحمة الله وصار بعيدا عن قلب الله لأن الله ينتظر عودة كل واحد منّا، عودة عن الخطيئة لأنها تفصلنا عنه وعوده إليه لنعيش معه في شركة أبدية ، والمسيحي حسب القديس بولس مدعو إلى أن ينمو باستمرار بالنعمة ليصل إلى “ملء قامة المسيح” (أف 4/13).

مثلان آخران في الإنجيل يوضحان أهمية التوبة وفرح الرب في عودة الخطأة إليه، الأول هو مثل الإنسان “الذي كان له مائة خروف فأضاع واحدا منها” ترك التسعة والتسعين ومضى “يفتش على الخروف الضّال حتى وجده”. والآخر تحدث عن الأرملة التي فقدت درهما واحدا، وعندما وجدته دعت الصديقات والجارات للاحتفال معها. يقول المسيح: “هكذا يفرحُ ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب” (لو15). تبدأ التوبة عندما يعي الإنسان أنه أضاع شيئا ثمينا يخصّه وعندما يفهم أن الخطيئة هي التي جعلته يخسر حبّ الله وبالتالي سلامه الداخلي الذي كان يتمتع به، ثم يحزم أمره ويعترف قائلا: “يا أبت، إني خطئتُ إلى السماء وإليك ولستُ أهلاّ بعدُ لأن أُدعى لك ابنا” (لو15/21).

لقد جعل المسيح التوبة شرطا لتلاميذه لكي يدخلوا ملكوت السموات عندما قال لهم: “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (متى4/17) كما أنه أرسلهم ليكرزوا بالتوبة “فمضوا يَدعون الناس إلى التوبة” (مر6/12) وفي سفر الرؤيا دعا أساقفة الكنائس السبع إلى التوبة “تُبْ وعُدْ إلى أعمالكَ السالفة” (رؤ2/5). من هذا المنطلق تدعو الكنيسة المؤمنين باستمرار إلى توبة دائمة وإلى التماس رحمة الله كما نصلي في صلواتنا الافتتاحية “ارحمنا، يا رب اغفر خطايانا، يا سيد تجاوز عن آثامنا، يا قدوس افتقدنا واشفِ أسقامنا”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير