رسالة البطريرك الراعي بمناسبة عيد الكهنوت

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بكركي، الخميس 21 أبريل 2011 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي رسالة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي بمناسبة عيد الكهنوت نهار الخميس المقدس.

* * *

إلى اخوتي في الكهنوت، الكهنة الابرشيين والرهبان،

أبنـاء كنيستنا المارونية الأحباء، والجزيل إحترامهم

تحية محبة بالمسيح الكاهن الأزلي،

        أكتب إليكم في مناسبة خميس الاسرار، عيد سرَّي كهنوتنا والقربان، لأُعرب لكم عن تهانيّ الحارة بهذا العيد وشركتي ومحبتي، فيما تجدّدون وعودكم الكهنوتية حول اساقفتكم الاجلاّء. يشترك معي في التهاني والصلاة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى والسادة المطارنة النواب البطريركيون السامي احترامهم.

        يسوع المسيح هو مصدر كهنوتنا الوحيد، وقد بدأه منذ الدهور، وتمّمه بتجسّده وموته على الصليب، لخدمة شعب الله الكهنوتي، وسلّمه للكنيسة.

        لقد قدّسه الآب ككاهن وأرسله إلى العالم (راجع يو 10: 36)، “فأتى لا ليُخدََم بل ليَخدُم ويبذل نفسه فداء عن الكثيرين” (متى 20: 28). كمعلم صادق، أعلن انجيل الخلاص متجوّلا “من مكان إلى آخر، والتقى الناس وتضامن معهم في همومهم وأمراضهم، ولبّى حاجاتهم. وكراع صالح عرفهم واحدا واحدا، وقادهم إلى ينابيع الكلمة وغذّاهم بنعم أسراره، وزرع الرجاء والفرح في قلوبهم. وككاهن أعظم قدّم ذاته ذبيحة حبّ تكفيراً عن خطايا البشر أجمعين، وأولم للبشرية مائدة جسده ودمه من أجل حياة العالم.وكملك سماوي أسّس ملكوت الشركة والمحبة، الاخوّة والعدالة بين جميع الناس، وحريّة أبناء الله.

        بالرسامة الكهنوتية أشركتنا الكنيسة في كهنوت المسيح،  “فقدّسنا الآب وأرسلنا إلى العالم”، معلّمين وكهنة ورعاة. هذا اليوم يذكّرنا بأننا كنا في خاطر المسيح، لما أسّس سرّ الكهنوت في ذاك العشاء السرّي، فولدنا من سرّ القربان، الذي سكب فيه حبّه اللامحدود.

        إنكم حول اساقفتكم تجّددون التزامكم بمواعيد الكهنوت المقدس، لتكونوا  علامة حضور المسيح وسط الجماعة. فتعمّقون حياتكم الروحية بالاحتفال اليومي الالزامي بالقداس الإلهي، مصدر كهنوتنا وغايته، وبقراءة الكتب المقدسة والتأمل فيها، وبصلاة الساعات، واللجوء إلى سرّ التوبة بتواتر.

        كمعلّمين للعقيدة، تجدّدون وقف حياتكم على درس كلمة الله وتسليمها صافية إلى المؤمنين، كرازةً وتعليماً وإرشاداً، من أجل إحياء الإيمان وتثقيفه، ليصبح حضارة حياة، ويندرج في ثقافات الشعوب.

        كخدّام التقديس ووكلاء أسرار الله، تجدّدون وجه الكاهن القائم في الوسط، بوساطة المسيح الوحيدة، تتوجّهون إلى الله باسم الشعب، وإلى الشعب باسم الله. إنكم كهنة التشفّع من أجل الناس، وكهنة التسبيح لله، ومؤتَمَنون على تقديس ذواتكم وأبناء رعاياكم بنعمة أسرار الخلاص الموكولة إلى عنايتكم.

        وكرعاةٍ لشعب الله  بمحبة الراعي الصالح، تجدّدون وعدكم بحمل محبة المسيح إلى جميع الناس، وبتجسيدها، خارجة من قلبكم الكهنوتي، بالكلمة والفعل، بالمسلك والموقف، في شركة تامة مع أساقفتكم والجسم الكهنوتي. بهذه الصفة تسهرون على أبناء رعيتكم وبناتها كمدبّرين حكماء، متفانين في سبيلهم، باذلين ما ينبغي من الوقت لزيارتهم في بيوتهم والوقوف على حاجاتهم، ومعتنين عناية خاصة بالضعفاء والمرضى والمعوّقين، بالفقراء والمعوزين والمظلومين. فهؤلاء هم كنوز المسيح والكنيسة والكاهن.

        بروح الشركة والمحبة تخشعون في هذا اليوم، خميس الأسرار، مع أبناء رعاياكم أمام سرّ المحبة الذي تفجّرت منه ينابيع الأسرار الخلاصية، لتكونوا، ونحن معكم، شهوداً في كهنوتنا المقدس لهذه المحبة التي وحدها تنعش العائلة والكنيسة، المجتمع والوطن، بل وحدها تحيي العالم وتعطي معنى للوجود والتاريخ.

        فيما أهنّئكم بعيد كهنوتكم وبعيد الفصح المجيد، أُعرب لكم ولأبناء وبنات رعاياكم عن دوام محبتي وصلاتي مع بركتي الرسولية، حيثما انتم في لبنان وبلدان الشرق وعالم الانتشار.

+ بشاره بطرس الراعي

بطريرك انطاكية وسائر المشرق

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير