“يا ما أبهى الصوم الحالي بالإحسان
وفّ الصوم كي لا تُبلى بالخسران
الجوعان أعط قوتًا عنك فاضل
أو للوفر لا للصوم كنت عامل”
بهذا النشيد المستمد من صلاة مساء ثلاثاء الصوم من صلاة فرض الكنيسة المارونية في زمن الصوم، ننال تعليمًا هامًا يربط الصوم بالمحبة. في زمن يصوم فيه الكثيرون دون أن يكونوا متدينين بل ليقوموا بالحمية أي ما يعرف عادة بـ “الريجيم”، ندرك أن كنه الصوم المسيحي لا يمكن أن يرتكز فقط على الانقطاع عن الأكل.
إكليل الفضائل المسيحية ليس التقشف بل المحبة، وإذا لم تكن فينا المحبة لكان صومنا باطلاً. ميزان صدق المحبة هو أن تكون عملية، ملموسة، فالرسول يوحنا يحضنا: “لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق”.
والمحبة أنواع، فالأم تريزا دي كالكوتا، التي كانت تعرف جيدًا معنى الفقر والجوع المادي، صرحت يومًا بأن هناك في العالم – وحتى حيث يبدو الناس أغنياء – جوع أكبر وفقر أخطر من الفقر المادي هو فقر من يفتقر إلى الله ومن استغنى عن الله أصل وجودنا، معناه وغايته.
نحن في وكالة زينيت نسعى إلى القيام بعمل المحبة هذا، ونرى خدمتنا كـ “شماسية الحقيقة”. وفي القسم العربي من الوكالة، الذي يقدم خدمة فريدة في العالم، نسعى إلى حمل كلمة الكنيسة، عروسة المسيح، تمامًا كما يتفوه بها الأب الأقدس، خليفة بطرس، والأساقفة خلفاء الرسل، والكهنة والعلمانيون المقدسون بالعماد الذين هم صوت جماعاتهم الكنسية، متوخين ألا نحرف المعاني لمقاصد ثانوية، بل أن نحمل الكلمة بصدق وأمانة لكي نقيم جسور التلاقي بين الشعوب والأفراد.
كما وننقل كلمة الإخوة غير الكاثوليك والإخوة المسلمين الذين يريدون أن يتواصلوا مع المؤمنين من الديانات الأخرى لإيمانهم بأن الأديان رغم اختلافها تلتقي حول “كلمة سواء” هي محبة الله ومحبة القريب. عملنا هذا ليس مجرد وظيفة، هو رسالة خدمة تنبع من إيماننا المسيحي ومن محبتنا للإنسان، كل إنسان وكل الإنسان.
أختي القارئة، أخي القارئ،
هذه هي السنة الرابعة التي تصدر فيها نشرة زينيت باللغة العربية، ونشأة هذا الفرع كانت أعجوبة وفعل إيمان كبير دعمته محبة وثقة الإخوة في العالم. ففي السنتين الأولتين من الخدمة، لم تطلب زينيت مساعدة القراء الذين يتلقون الخدمة بالعربية. وفي العام الماضي بعد أن قمنا بأول حملة مصغرة لجمع تبرعات للقسم العربي، تلقينا بعض الدعم من قرائنا – نحو 80 مساعدة – ولكننا بقينا بحاجة لمساعدة أقسام زينيت الأخرى.
أختي القارئة، أخي القارئ،
رجاؤنا هذا العام أن نتقدم نحو الاستقلالية المادية عن متبرعي اللغات الأخرى، وهذا الأمر هو ممكن فقط بفضل سخائك. ساعديناساعدنا لنستمر في مد يد كلمة الله للمتعطشين إليها. فنحن نؤمن أن عصرنا يترجم بشكل بليغ نبوءة عاموس: “ها إنها ستأتي أيام يقول السيد الرب أرسل فيها الجوع على الأرض لا الجوع إلى الخبز ولا العطش إلى الماء بل إلى استماع كلمة الرب” (عا 8، 11).
زينيت تسعى للقيام بخدمة “المحبة في الحقيقة”، وهي بحاجة إلى شراكتك وعونك. مساعدة زينيت سهلة جدًا، ولا تتطلب بالضرورة تقادم باهظة، فلو قدم كل منا “فلس الأرملة” لتمكنت هذه الخدمة من الاستمرار. إن تقدمة من قبل من يستطيع من قرائنا بقيمة 5 دولارات سنويًا هي كافية لاستمرار زينيت بالعربية. يمكنك التبرع بشكل آمن وسريع على شبكة الانترنت عبر الضغط على هذا الرابط:
https://www.zenit.org/donations
إذا قمت بالتبرع، أو إذا كنت بحاجة إلى معلومات إيضافية، يمكنك أن تتصل بالقسم العربي من زينيت عبر هذا العنوان: infoarabic@zenit.org. سيسرنا أن نتواصل معك.
المساعدة في المسيحية هي خبرة فرح، يصفها النشيد الليتورجي الذي استشهدنا به أعلاه كخبرة تغنّ بالرب في فوهين، فوه الصائم وفوه من ينعم بسخاء الصائم. نرجو أن نخبر معك هذا العام أعجوبة تكثير الفرح هذا الذي تحمله بشرى يسوع المسيح السارة:
“للمحتاج أعط عنك ما قد زاد
خصب الصوم بالأرباح الجلى عاد
غنّ الصوم بالفوهين: فوهٌ صائم!
فوهٌ ثانٍ في ما جدت بات ناعم!”
صوم مبارك
روبير شعيب،
وكالة زينيت العالمية – القسم العربي