الأقصر، الخميس 21 أبريل 2011 (Zenit.org) –– “نعيش على حافة بركان، ولا نعلم ما سيحصل غداً”،. هذا ما يقوله لفيدس الأسقف يوهانس زكريا، أسقف الأقباط الكاثوليك في الأقصر بمصر، الذي تشكل أبرشيته جزءاً من قنا التي شهدت اضطرابات عقب تعيين قبطي حاكماً جديداً للمنطقة. ويضيف الأسقف زكريا: “هناك توتر، لذا نصحت المؤمنين خلال قداس أحد الشعانين بالحفاظ على هدوئهم وعدم فقدان الصبر وعدم الخضوع للاستفزازات”.
يوضح أسقف الأقصر الأسباب البعيدة للتوترات التي حصلت مؤخراً قائلاً: “لقد طغت الثورة الديمقراطية على المجتمع المصري، ولم يكن مستعداً لأجواء الحرية هذه. فوُجدت مجالات جديدة للمتطرفين، بفضل عودة كثيرين منهم إلى مصر، ومن بينهم أصحاب سجلات جنائية. وهناك قوى عدة تسعى إلى احتلال مكان في المجتمع المصري، ويعمل قسم منها بأساليب إجرامية وغير شرعية”.
بشأن مسألة الحاكم، يقول الأسقف زكريا: “صحيح أن هناك دافعاً سياسياً للاحتجاج، لأن الحاكم المنتهية ولايته (وهو قبطي أيضاً) لم يبذل جهوداً كبيرة لتحسين الاوضاع في صعيد مصر. فهذه المنطقة، ومنذ بداية تاريخها، لطالما أُهملت من قبل الحكومة المركزية. والقاهرة ومصر السفلى هما اللتان تحصلان على معظم الموارد. وبالتالي، فإن السكان المحليين يشعرون بأنهم مهملون من قبل الحكومة. أما شكل التقدم الوحيد فهو يتمثل في السكك الحديدية التي تربط بالقاهرة. إنها فرصة جيدة لأن من يريد تلقي علاج طبي خاص، يذهب إلى العاصمة شأنه شأن الراغبين في متابعة دراساتهم الثانوية”.
يتابع الأسقف زكريا: “في هذا السياق، حيث يتزايد غضب السكان وحرمانهم، يُفهم تعيين حاكم قبطي آخر فقط كحركة دعائية للاستهلاك الخارجي كي يرى العالم أن مصر منفتحة على الأقليات. لكن هذا التعيين لا يلبي احتياجات السكان الفعلية. فالمشاكل المصرية متمثلة في الجهل والفقر. والسكان يناضلون للبقاء على قيد الحياة، كما أن الكشف عن فساد النظام السابق زاد مشاعر الغضب لدى الجميع، المسلمين والمسيحيين”.
ختاماً، يوجه الأسقف دعوة قائلاً: “أسأل الجميع أن يصلوا من أجل مصر وليبيا وسوريا واليمن وبلدان أخرى في الشرق الأوسط، لكي يتم إيجاد سياسة سلام. إني أشعر بأن العديد من الدول تعزز حالياً مصالحها الخاصة فقط، متجاهلة الاحتياجات الفعلية لشعوب المنطقة”.