"جئت ليكون لهم الحياة ولتكون بوفرة" (19)

Share this Entry

أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش

الجزء التاسع عشر: تأسيس سر التوبة

روما، الجمعة 22 أبريل 2011 (Zenit.org) – أثناء حياته على الأرض، أعلن يسوع أن سيعطي الكنيسة، بطرس والرسل، سلطان الربط والحل “سأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فما رَبَطتَ في الأرضِ رُبِطَ في السماوات. وما حَلَلْتَ في الأرضِ حُلَّ في السماوات” (متى16/19). هكذا بعد قيامته عندما ظهر لتلاميذه وهب رسله الروح القدس وقال لهم: “خذوا الروح القدس. من غَفرتُم لهُ خطاياه تُغْفَرُ لهُ، ومن أمسَكتُم عليه الغُفران يُمسَكُ عليه” (يو20/22). بهذه الكلمات أسس الرب يسوع سر التوبة ومنح رسله وخلفائهم من بعدهم، سلطان غفران الخطايا، وقد علّمت الكنيسة عبر آبائها ومجامعها أنّ سرّ التوبة أو سرّ الاعتراف أو سرّ المصالحة هو ضروري للولادة جديدة ولتعزيز الحياة المسيحية وهو يدخل في “سرّ التدبير الخلاصي”، فالمسيح سفك دمه على الصليب لُتغفر خطايانا “اشربوا منها كُلُّكم، هذا هو دَمي، دَمُ العهدِ يُراقُ من أجلِ كثيرين لِغُفرانِ الخطايا” (متى26/27).

لقد جاء يسوع ليحررنا من العبودية التي سلبتنا إياها الخطيئة والاعتراف هو السبيل الأنجع لهذا التحرر، هذا يعني أن الله وحده صار سيد نفوسنا أو بالحري صرنا أسياد مصيرنا لأننا تخلصنا من القيود والأعباء التي تحيط بنا كما يقول بولس الرسول: “علينا أن نُلقيَ عَنّا كُلَّ عِبٍْ وما يُساورنا من خطيئة.. ونجعل نُصْبَ عُيونِنا رأسَ إيمانِنا ومُتَمِّمَه” (عبر 12/1-2).

إن المعمودية هي السر الأول الذي يحررنا من الخطيئة، كما قال بطرس الرسول: “توبوا، ولْيَعتَمِد كلٌّ مِنكم باسمِ يسوعَ المسيح، لِتُغفرَ خطاياكُم” (أع2/37). لكن كل الذين يخطأون بعد ذلك هم بحاجة إلى تجديد المغفرة فكان أن أسس الرب يسوع سر التوبة أو المصالحة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير