أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش

الجزء السادس عشر: الافخارستيا سبيل إلى الوحدة

 

روما، الجمعة 15 أبريل 2011 (Zenit.org) – في بداية الأنافورا يدعو الكاهن المؤمنين إلى المحبة "لنحب بعضنا بعضا" ثم يدعوهم ليتبادلوا السلام مؤكدين على أن المسيح موجود بيننا ومعنا وهو الذي يجمعنا معا في مشروع واحد هو مشروع الله، هذه الحركة التي تدور في القداس الإلهي عندما يتبادل المحتفل السلام مع الشعب والمؤمنون والمؤمنات فيما بينهم هي عمل ليترجي بامتياز لأنها تُجسد وصية المخلص الأساسية التي هي المحبة "إليكم وصية جديدة: فليحبَّ بعضُكم بعضا وليكن حُبُّ بعضِكم لبعض كما أنا أحببتكم" (يو13/34). إن الله وحده محبة لذلك نأتي إلى الكنيسة ونحتفل بالافخارستيا لنتعلم كيف نحب مثل يسوع محبة إلهية لأن "محبة الله أفيضت في قُلوبنا" (رو5/5).

من خلال وصية المخلص "أثبتوا في محبتي" (يو15/9) ندخل بواسطة الافخارستيا في شركة محبة مع الآخرين لأن المحبة هي الرابط الوحيد الذي يجمع المسيحيين أعضاء كنيسة المسيح فيصبح الواحد قريب الآخر ونصير واحدا في المسيح "نحن في كثرتنا جَسَدٌ واحدٌ في المسيح لأننا أعضاءُ بَعضِنا لِبَعض" (رو12/5). تؤمن الافخارستيا أيضا المصالحة بين الناس

بواسطة الافخارستيا يصبح الكل عائلة واحدة، عائلة يسوع، يسكنون بيتا واحدا ويصيرون أخوة وأخوات، وهم يستمدون منها القوة والثبات لأنهم مدعوون ليتحملوا مسؤولية العالم وأن "يروحنوا" البشرية كلها وأن يحافظوا عليها ويجعلوها أقرب إلى الله. كل مسيحي يحمل همّ ومسؤولية إيصال البشارة إلى الناس لكي يعرفوا الحق والحق هو يسوع المسيح "أنت الإله الحق وحدَك، ويعرفوا الذي أرسلتَهُ، يسوعَ المسيح" (يو17/3).