روما، الثلاثاء 12 أبريل 2011 (Zenit.org) – في بنغلادش، السكان الأصليون المسيحيون يعانون من تمييز متزايد، وأحد أعضاء لجنة العدالة والسلام التابعة لأبرشية فينه مسجون منذ الرابع من أبريل 2011، حسبما أعلنت "كنائس آسيا"، وكالة إرساليات باريس الأجنبية.

في السادس من أبريل الجاري، تظاهر مسيحيون من السكان الأصليين ضد التمييز المتزايد الذي يعاني منه السكان الأصليون في بنغلادش، وبخاصة ضد انتهاك حقوقهم الأساسية مثل استخدام أراضيهم. فقد قام أكثر من 160 عضواً من إتنيات غارو وكوتش وبارمون وراجبانغشي بتشكيل سلسة بشرية طويلة في تانغاي في أبرشية ميمنسينغ الواقعة في شمال البلاد. وباسم 40000 من السكان الأصليين الذين يعيشون في هذه المنطقة الجبلية حيث تمتد غابة مادهوبور، شجبوا احتضار شعوبهم البطيء.

يعود أحد أسباب غضبهم إلى القرار الأخير الذي اتخذته لجنة برلمانية مكلفة بمراجعة الدستور إذ تم تصنيف الجماعات الأصلية ليس كـ "جماعات السكان الأصليين"، كما كانت تطالب منذ سنوات، بل ضمن فئة "الأقليات الإتنية".

"هذا القرار هو إساءة للسكان الأصليين وبخاصة انتهاك لإعلان حقوق الشعوب الأصلية الذي اعتمد سنة 2007 (1)"، حسبما يقول بسخط أوجين نوكريك، رئيس مجلس تنمية شعب جوينشاهي. ويضيف أن الوضع منذ ثلاثين سنة لا يتوقف عن التدهور وأن "مديرية غابات (بنغلادش) التي تجهل حقوقنا على أراضي أسلافنا، تضاعف ترحيل جماعاتنا في سبيل إنشاء محميات طبيعية".

وفقاً لوسائل الإعلام، وفي غضون خمس سنوات فقط، تم الاستيلاء بصورة غير شرعية على 8100 هكتار من غابة مادهوبور من قبل أشخاص متنفذين. وتؤكد عدة تقارير صادرة عن منظمات غير حكومية أن عدداً كبيراً من السكان الأصليين، من بينهم بعض زعمائهم، تعرض للقتل خلال المواجهات مع الموظفين في مديرية الغابات في إطار نزع الملكيات. ووفقاً لزعماء الجماعات الأصلية، فإن "السياحة البيئية" وإنشاء محميات طبيعية هما الدافعان اللذان يتم التذرع بهما للاستيلاء على أراضيهم "من دون طلب موافقة الذين يعيشون فيها منذ قرون".

تتذكر شيشيليا سنال، إحدى السكان الأصليين المتحدرة من جماعة غارو (2)، والبالغة من العمر 36 عاماً، ذلك اليوم الذي أطلق فيه بعض حراس الغابات النار عليها، فيما كانت تجمع الحطب لإشعال النار في الغابة. وتقول: "هم لا يعتبروننا من البشر وغالباً ما يحاولون اغتصاب النساء".

في دولة يشكل فيها المسلمون نسبة 90%، يتميز السكان الأصليون أيضاً بهويتهم الدينية المسيحية، وفي الغالب الكاثوليكية. منذ القرن السادس عشر، يتأكد وجود جماعة كاثوليكية في منطقة أبرشية ميمينسينغ الحالية التي أنشئت سنة 1987 انطلاقاً من تقسيم أسقفية داكا. وفي مطلع القرن العشرين، نالت الكنيسة دفعاً جديداً عندما قام خمسة من إتنية غارو ذات الديانة المعمدانية (الأكثرية في تلك الحقبة) بعبور 150 كلم ليطلبوا كهنة كاثوليك من أسقف داكا. هكذا، نمت الكثلكة بصورة سريعة في منطقة ميمنسينغ وفي محيطها، بخاصة بين السكان الأصليين.

إن الإحصاء الأخير لأبرشية ميمنسينغ (2006) يقدر عدد المعمدين بـ 73000 أي 0.5% من سكان الأرض التي تضم نحو عشر رعايا وحوالي 20 كاهناً أبرشياً. ويقول الأب جويونتو راكسام، المسؤول عن قسم الدعوات في أبرشية ميمسينغ أن "هناك العديد من المرشحين إلى الكهنوت، وهم غالباً ما يتحدرون من الشعوب الأصلية". إشارة إلى أن أسقف ميمنسينغ الحالي، المونسنيور بول بونن كوبي، أحد السكان الأصليين المتحدر من إتنية غارو، أصبح أول أسقف (أصلي) في بنغلادش (3)، عندما سيم أسقفاً معاوناً في 13 فبراير 2004. 

إعلان حقوق الشعوب الأصلية اعتمد من قبل الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في سبتمبر 2007. وهو يؤكد حق الشعوب الأصلية في تقرير مصيرها بشأن تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما ينص أيضاً على عدم إمكانية طرد الجماعات الأصلية من أراضيها وعلى قدرتها على التصرف بالثروات الطبيعية الموجودة فيها.أفراد إتنية غارو الناطقون باللغة التيبتية – البورمية يتوزعون بشكل أساسي في منطقة شمال شرق الهند (بخاصة في ميغالايا) وفي بنغلادش، بخاصة في منطقة "إقليم ميمنسينغ الكبير". راجع "La Maison des Mandis"، وللمزيد من المعلومات – راجع كنائس آسيا 173.أوكانيوز، 8 أبريل 2011. راجع كنائس آسيا 292، كنائس آسيا 529، 392.