روما، الأربعاء 27 يوليو 2011 (Zenit.org) – يتراوح عدد الذين يترددون سنوياً على إكليريكية القديس بيوس العاشر الصغيرة بين 15 و20 شاباً تتراوح أعمارهم بين 11 و18 سنة. ويتطلعون إلى تمييز دعوتهم في ظلال قبة القديس بطرس حيث يُكلفون يومياً بخدمة قداس الأساقفة الذين يأتون للاحتفال به في الصباح الباكر بين السابعة والثامنة.
في حديث إلى لوسيرفاتوري رومانو، يتحدث المونسنيور إنريكو راديتشي، عميد هذه المؤسسة التي أرادها بيوس الثاني عشر سنة 1956 والتي أوكلت آنذاك إلى الأب جوفاني فولتشي، أحد كهنة أبرشية كومو، عن يوميات “إكليريكيي البابا الصغار”.
“تستقبل الإكليريكية الصغيرة شباناً من المدرسة والثانوية يريدون التفكير في مستقبلهم في ضوء كلمة الله. خلال إقامتهم، يتقدمون على درب النمو البشري والمسيحي الذي يساعد الشباب في أن يفهموا إن كان الرب يدعوهم إلى الكهنوت أو إلى الحياة المكرسة”، حسبما يوضح الأب راديشتي. ومنذ نشأة الإكليريكية الصغيرة، وجد 75 شاباً دعوتهم إلى الكهنوت.
“مهمة استثنائية” هي تلك الموكلة إلى هؤلاء الشباب الذين يهتمون يومياً بالخدمة الليتورجية كخدام المذبح في بازيليك القديس بطرس. “حياتنا مرتبطة بالبازيليك وبالتالي فإن كل شيء متعلق بمواعيد الاحتفالات”، حسبما يقول الأب راديتشي.
في كل يوم، يتم الاستيقاظ عند 6:20 وتلي ذلك صلوات في الكابيلا. بعدها، ينزل بعض الشباب لإنارة المذابح وإعداد مغائر البازيليك. وعند السابعة، يجب أن يكون كل شيء جاهزاً لأن الكهنة يبدأون بالوصول ما أن تفتح السكرستيا. ويخدم كل طالب قداساً يومياً لكي يتمكن من تناول القربان المقدس. كما تقام قداديس أخرى ويرافق الشباب الكاهن إلى المذبح”.
عند الثامنة، “يتركون الخدمة، يصعدون إلى الطابق الثالث من الإكليريكية، ويتناولون طعام الفطور. وعند الثامنة والربع، ينطلقون بالحافلة إلى مدرسة القديس أبولينير، المدرسة الكاثوليكية التابعة لنيابة روما والتي تقع في الإكليريكية الرومانية الصغرى. وتستمر الدروس حتى الساعة الواحدة والنصف. بعدها، يعودون ويتناولون طعام الغداء ويأخذون ساعة من الاستراحة. ومن الثالثة والنصف ولغاية الرابعة والنصف، يقضون الوقت في الدرس. من ثم يتوقفون عن الدرس لتناول بعض الطعام الخفيف وبعدها يتابعون الدرس حتى السابعة مساء. ويلي ذلك وقت صلاة في الكابيلا”.
في موعد محدد، يكون الأب الروحي دون ماركو غرانولي تحت تصرفهم. وعند السابعة والربع، يحين موعد العشاء. ويمتد وقت الفراغ تليه صلاة النوم حتى التاسعة والربع. كما يسمح لهم بمشاهدة التلفاز مرتين في الأسبوع.
نهار الأحد، يتبع الشباب جدول المواعيد التالي كل بدوره: يستيقظون في مجموعة مؤلفة من ثلاثة أشخاص ليحضروا للقداس في البازيليك فيما يبقى الآخرون مرتاحين حتى السابعة والنصف صباحاً.
اكتساب حكم ناقد لاختيار المستقبل
يمضي الشباب قسماً من مراهقتهم في إكليريكية القديس بيوس العاشر الصغيرة ويعيشون فيها “التساؤلات والمآسي عينها كسائر الشباب أترابهم”، حسبما يقول الأب راديتشي. “خلال هذه السنوات، نسعى إلى حثهم على التفكير، إلى تربيتهم على تصرف متطابق مع القيم الإنجيلية وتوعيتهم على حكم ناقد تجاه بعض أساليب الحياة التي لا تتوافق مع الإنجيل، والتي يعتمدها كثيرون من أترابهم بشكل مضلل”.
ويقول: “من المهم أن ينمو الشباب مع حكم ناقد يسمح لهم بالتصرف بتوازن” وهذا أيضاً ينطبق على “الصعيد العاطفي”. “ينبغي عليهم أن يختاروا بجدية قيم الحياة”.
ويختتم قائلاً: “يمكن مساعدتهم بالعقل وحرية التعبير على تحديد الخير الفعلي أمام الصعاب التي يواجهونها”. “من هنا، تنشأ بحرية تامة آفاق وخيار مستقبلهم الخاص”.