القس البريطاني تيري وايت : علينا الدفع نحو حوار في سوريا ينهي مأساة الشعب

درويش: طلبنا منه الضغط على المسؤولين لمساعدة المسيحيين على البقاء في ارضهم

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

زحلة، الاثنين 17 ديسمبر 2012 (ZENIT.org). – استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في دار المطرانية القسيس البريطاني تيري وايت وعرض معه أوضاع النازحين السوريين بحضور النائب السقفي لشؤون العلاقات العامة الأرشمندريت عبدالله عاصي، مديرة مكتب الشؤون الإجتماعية في المطرانية الآنسة عبير حنا والمسؤول الإعلامي في المطرانية السيد خليل عاصي.

وبعد اللقاء صرح  القسيس وايت بالآتي :” العديد من اللبنانيين يعرفون انني كنت محتجزاً في لبنان منذ خمسة وعشرين عاماً وامضيت خمس سنوات في الأسر كرهينة. وكثيرون سألوني : لطالما عانيت من هذه التجربة فلماذا العودة الى لبنان ؟؟

أنا اعرف ان لبنان عبر تاريخه واجه الكثير من المشاكل، والكثير من اللبنانيين واجهوا اكثر بكثير مما واجهته أنا خلال سنوات احتجازي التي جعلتني أفهم في العمق ما يواجهه سكان هذه المنطقة، إحدى كبريات المشاكل والتي يعاني منها العالم اليوم، هي أن الأمم تذهب الى الحروب بسرعة هائلة ، ويجزمون بأنى المشاكل ستحل عن طريق الحروب، وكما نعرف فإن الحروب تجلب الويلات حيث أن الاف البشر الأبرياء من النساء والرجال والأطفال يدفعون الى الحرب.

أنا شخصياً مهتم الى حد كبير بكل شعوب هذه المنطقة ، مهما كانت انتماءاتهم الدينية أو العقائدية، وبشكل خاص العائلات المسيحية السورية التي تعاني من اضطهاد يدفعها الى الهجرة وترك المنازل والأعمال والأقارب والأرض.”

وتابع وايت ” كل من يعرف تاريخ سوريا يعلم جيداً كيف كانت العائلات تعيش بتآخٍ وسلام وتناغم حسب طريقة العيش التقليدية، كلها مع الأسف فقدت اليوم.

قد يظن البعض ان الربيع العربي هو تعبير عن توق لدى البعض الى الحرية والديمقراطية، ربما البداية كانت كذلك، لكن اليوم هذا الربيع العربي اتخذ منحى مختلف نحو التطرف الديني الأعمى الذي صادره وافرغه من مضمونه، ودفع بالسيحيين خاصة الى الهجرة.”

وأضاف ” ما يجب علينا القيام به في الغرب هو ان نتفهم اولاً حقيقة الوضع في سوريا ، والدفع ثانياً بكل الإتجاهات نحو حوار مثمر، وهذا أمر بغاية الصعوبة.

أعرف أن محاولات عديدة للحوار قد فشلتلكن علينا وبكل الوسائل توقيف تزويد المتصارعين بالسلاح، وحث الأطراف على الدخول في حوار عميق  وهذا هو الحل الوحيد والمناسب وإذا لم نسلك هذه الطريق سنكون عندها أمام معاناة لا توصف، وأمام مشاكل كبيرة ليس فقط في سوريا بل في دول الجوار ايضاً. يكفي منطقة الشرق الأوسط مشاكل حتى نضيف اليها مشاكل جديدة، ولم يفت الوقت بعد للتحرك السريع نحو السلام “

وختم القسيس وايت قائلاً ” كان سروراً عظيماً لقائي اليوم مع سيادة المطران درويش، فهو رجل سلام، ورجل حكمة وتعقل، وانا شخصياً اشاركه نفس التوجهات.”

وكان للمطران درويش ايضاً حديث قال فيه ” سررنا اليوم بزيارة القسيس البريطاني تيري وايت القادم الينا من لندن للإطلاع على أوضاع المسيحيين السوريين النازحين الى لبنان والى زحلة بنوع خاص، والإطلاع ايضاً على وضع المسيحيين في سوريا.

وتمحورت مناقشاتنا حول الحضور المسيحي في لبنان وسوريا وتوافقنا على أن الوسيلة الوحيدة لإعادة السلام في سوريا والمنطقة، هي الحوار بين السلطة والمسلحين، وطلبت منه أن يحث الأوروبيين بشكل عام والبريطانيين بشكل خاص على أن يوقفوا مد المسلحين بالسلاح وبوسائل اخرى، حتى يبدأوا بحوار صادق وصريح مع السلطة  لأن الحوار وحده هو الذي يوصل الى سلام حقيقي، وكان القسيس تيري وايت موافقاً معي في هذا الطرح.”

وختم درويش ” حملناه رسالة محبة الى الغرب، وأظن ان لديه تأثيراً كبيراً جداً في بريطانياللضغط على المسؤولين لكي يساعدوا المسيحيين والعرب للبقاء في بلادهم ، لكي يجدوا الطريق الصحيح للسلام ” .

وقد قام القسيس وايت برفقة المطران درويش بجولة على مختلف اقسام المطرانية.

والجدير ذكره أن القسيس تيري وايت كان موفداً لرئيس اساقفة كانتربري للشؤون الأنغليكانية، واحتجز خلال الحرب في لبنان كرهينة عام 1987 واطلق سراحه في العام 1991 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير