–
قداسة البابا يستقبل شبيبة حركة العمل الكاثوليكي ويحثهم على ترك فسحة لله في حياتهم
الفاتيكان، الخميس 20 ديسمبر 2012 (ZENIT.org). – نقلاً عن إذاعة الفاتيكان – استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الخميس في قاعة الكونسيستوار بالقصر الرسولي بالفاتيكان شبيبة حركة العمل الكاثوليكي الإيطالية لتبادل التهاني مع اقتراب عيد الميلاد المجيد. وجه البابا لضيوفه كلمة قال فيها: يسرني أن ألتقي بكم وأتقبل تمنياتكم لمناسبة ميلاد الرب. أحييكم بحرارة، كما أحيي مربيكم ورئيس الحركة البروفيسور فرانكو مايانو والمساعد العام المطران دومينيكو سيغاليني. بعدها سأل البابا الشبيبة عمن يبحثون، وهل وجدوا هذا الشخص الذي يفتشون عنه. وقال: إني واثق أنكم، ومع منشّئيكم وأصدقائكم الآخرين في حركة العمل الكاثوليكي ستجدون جوابا أكثر وضوحا على بحثكم هذا وستكونون قادرين على مساعدة أشخاص آخرين على إيجاد الجواب الملائم. هذا ثم أكد الحبر الأعظم علمه بأن الشبيبة يبحثون عن صانع الحياة، الذي يساعدهم على العيش بطريقة جيدة، وعلى عيش السعادة مع أنفسهم ومع الآخرين. صانع الحياة هذا هو الله الذي أظهر لنا وجهه. الله خلقنا، وصنعنا على صورته، ووهبنا ابنه يسوع، الذي أصبح طفلا ـ وسنتأمل به بعد فترة قصيرة في عيد الميلاد ـ ترعرع كفتى مثلكم، وسار في طرقات هذا العالم، ليطلعنا على محبة الله التي تجعل الحياة جميلة وسعيدة، مليئة بالطبية والسخاء. مما لا شك فيه ـ تابع البابا يقول ـ أنكم تبحثون أيضا عن صانع فرحكم. وإذا سألتكم ماذا يمنحكم الفرح، قد تكون الإجابة: الألعاب، الرياضة، الأصدقاء، الوالدين الذين يعيشون من أجلكم ويحبونكم. لكن هناك صديق كبير وهو صانع الفرح للجميع ومعه يمتلئ قلبنا بفرح يتخطى جميع الأفراح الأخرى، ويدوم مدى الحياة: إنه يسوع. تذكروا أيها الأصدقاء الأعزاء: إذا تعمقتم بمعرفته وبالحوار معه تشعرون بالسعادة في قلوبكم، وتصيرون قادرين على التغلب على الأحزان التي تسكن أحيانا بداخلكم. مضى البابا إلى القول: إنكم تبحثون أيضا عن صانع الحب. أيمكننا أن نعيش لوحدنا، منغلقين على ذواتنا؟ إذا فكرتم بهذا السؤال برهة تجدون أن الجواب هو لا. إن كل إنسان بحاجة إلى أن يحب الآخرين ويشعر بأنه يُحب. ينبغي أن نكون إذا قادرين على محبة الآخر، كي تكون حياة الكل جميلة، وهذا ينطبق أيضا على أترابكم الذين يعيشون أوضاعا صعبة. لقد أظهر لنا يسوع من خلال حياته أن الله يحب الجميع بدون أي تمييز ويريد أن يعيش الكل بسعادة. وعبر البابا عن سروره للمبادرة التي أطلقتها حركة العمل الكاثوليكي خلال شهر يناير كانون الثاني المقبل لدعم مشروع في مصر يرمي إلى مساعدة أطفال الشوارع. ختاما ـ قال الحبر الأعظم ـ إنكم تبحثون أيضا عن صانع السلام، الذي يحتاج إليه العالم بشدة. غالبا ما يعتقد البشر بأنهم قادرون على بناء السلام بمفردهم، لكن من الأهمية بمكان أن ندرك أن الله يهبنا سلاما حقيقيا وصلبا. إذا عرفنا كيف نصغي إليه وإذا تركنا له فسحة في حياتنا يبدد الله الأنانية التي غالبا ما تلوث العلاقات بين الأشخاص والأمم كما يولّد الله لدينا الرغبة في المصالحة والغفران والسلام، حتى لدى ذوي القلوب المتصلبة. وقبل أن يتوجه البابا إلى ضيوفه بأطيب التمنيات لمناسبة حلول عيد الميلاد قال للحاضرين في قاعة الكونسيستوار: إذا ساعدتم بعضكم البعض في البحث عن صانع الحياة، والفرح والحب والسلام تكتشفون أنه ليس بعيدا عنكم، بل على العكس إنه قريب جدا منكم: إنه الله الذي أصبح طفلا من خلال يسوع المسيح.