رسالة لأمهات الكهنة والإكليريكيين

للكاردينال ماورو بياشينسا عميد مجمع الإكليروس

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بمناسبة الاحتفال بعيد مريم أم الله، توجّه  الكاردينال ماورو بياشينسا، عميد مجمع الإكليروس، برسالة خاصة إلى “زينيت”، إلى أمهات الكهنة والإكليريكيين، معتبراً أنها تهب إياهم الأمومة الروحيّة أيضاً، قائلاً: إنها “سبب فرحنا”.   

بدأ الرسالة قائلاً بأننا، نحن المسيحيين لطالما عظّمنا ذكرى مريم العذراء، معتبرون أنها سبب فرحنا. إنها تلك التي وهبتنا الكاهن الأزليّ، يسوع المسيح، المخلّص الوحيد للعالم. الذي به كان كل شيء، ومن أجل خلاصنا نزل من السماء، مطيعاً لله، متجسداً من مريم العذراء، ولذلك فهي قد شاركت بسرّ الفداء وأصبحت باب السماء وسبب فرحنا.

ولذلك تابع الكاردينال، فإن الكنيسة تنظر إلى أمهات الكهنة والإكليريكيين بامتنان، إذ أنها تسير على خطى مريم. لقد قامت بتعليم ومتابعة هؤلاء الذين اختارهم المسيح منذ الأزل ليكونوا “اصدقاءه المفضلين” وعلامة لوجوده في العالم.

ان لسرّ الكهنوت اهميّة كبيرة، إذ ان الكاهن يصبح “مسيحًا آخر”، متحداً بيسوع، وعندما يعلّم الإيمان فإن الله ينطق بلسانه، وعندما يحتفل بالذبيحة الإلهيّة كأن المسيح بذاته يقوم بذلك من أجل خلاص الإنسان.

واعتبر الكاردينال بأن هذه الدعوة تنبع من العائلة، من حب الوالدين، ومن التعليم الأول. والله يعمل من خلال هؤلاء الأشخاص الذي اختارهم واستجابوا لندائه. فالمواساة الكبيرة لهذه الأمهات هي باعتبار أنهن حملن في أحشائهنّ من يمثّل المسيح على الأرض. وإن خبرات الكنيسة الكبيرة تظهر بأن الأم “تتلقى” الإبن الكاهن بشكل جديد وغير منتظر، وتعتبر ثمرة أحشائها، بمشيئة الله، “أب”. لذلك فكل أم كاهن هي بشكل غامض، “ابنة ابنها”.

هذه الأبوّة الجديدة، التي يتحضّر لها الإكليريكيّ، التي قد وهبت للكاهن، والتي يستفيد منها شعب الله، تحتاج للمرافقة عبر الصلاة المستمرّة والتضحية الشخصيّة، لكي تكون المشاركة في المشيئة الإلهيّة حرّة، دائمة التجدّد والقوّة، لكي لا يشعر الكهنة بالتعب أبداً، في معركة الإيمان في الحياة اليوميّة.

هذا الدعم هو ضروريّ وعاجل بالأخص في الغرب اليوم، لذلك فإن الكاردينال يشجّع ويوجّه شكر كبير لأمهات الكهنة والإكليريكيين، بالإضافة إلى جميع النساء، المكرسات والغير مكرّسة، والتي تقدّم حياتها، صلاتها، عذاباتها، تعبها وفرحها لأسرار الله مشاركتاً بأمومة الكنيسة التي هي على مثال مريم العذراء.

واختتم الكاردينال موجهاً الشكر إلى الأمهات اللواتي انتقلن من هذه الدنيا للحياة الأبديّة، واللواتي تتمعّن عن قرب بكهنوت المسيح الذي يشارك فيه ابناؤهنّ.

وتمنى للجميع سنة جديدة مليئة بالنعمة، وقدّم  من صميم قلبه البركة لجميعهنّ، طالباً من العذراء مريم، والدة الله والكهنة، نعمة التمثّل الدائم والأصيل بها، التلميذة المثاليّة وابنة ابنها.   

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Marie Yaacoub

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير