هذا وكان الأب الأقدس قد استهل كلمته قبل التبشير الملائكي بالقول نحتفل اليوم بعيد الدنح، أي ظهور الرب الرب للأمم، بينما تحتفل كنائس شرقية عديدة بميلاد الرب بحسب التقويم اليولياني، لكن هذا الفرق البسيط ليس إلا تأكيدا على أن الطفل المولود بتواضع في مغارة بيت لحم هو نور العالم الذي يوجه مسيرة كل الشعوب.
تابع الأب الأقدس يقول تشكل العذراء مريم مع رجلها يوسف “جذع” إسرائيل الذي منه نبت المسيح كما أعلن الأنبياء. أما المجوس فيشكلون الشعوب، والحضارات والثقافات والأديان التي تسير نحو الله في بحث عن ملكوته ملكوت السلام، والعدالة والحقيقة والحريّة. وأضاف مريم هي “ابنة صهيون”، وتمثل الشعب الذي عرف وآمن بذلك الإله الذي أظهر ذاته للآباء في مسيرة التاريخ. وهذا الإيمان يجد ملئه في مريم. فبها “المباركة لأنها آمنة” صار الكلمة بشراً، وظهر الله في العالم. لذا يصبح إيمان مريم باكورة ومثال إيمان الكنيسة، شعب العهد الجديد.
وختم الأب الأقدس كلمته طالبا الصلاة من أجل الأساقفة الجدد الذين نالوا اليوم السيامة الأسقفية في بازيليك القديس بطرس وقال لنصلّي من أجل كل واحد منهم ومن أجل خدمتهم ولكي يضيء نور المسيح في العالم بأسره.