“حضرة رئيس واعضاء اللجنة البرلمانية الفرعية لقانون الانتخابات،
تجتمع غداً في البرلمان لجنتكم النيابية التي تضم جميع المكونات الوطنية للعمل على وضع قانون جديد للانتخابات النيابية المقبلة: قانون نريده ويريده اللبنانيون ان يعكس صحة التمثيل وان يشعر الجميع في تطبيقه بالشراكة الوطنية الفعلية وبالاطمئنان لمستقبلهم ومستقبل أولادهم كل ذلك في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة تثير الكثير من المخاوف والهواجس التي يجب تبديدها أفعالاً لا أقوالاً.
لقد شكل وطننا الحبيب لبنان في هذا الشرق واحة للحرية والتعددية والديمقراطية والتوافق وكان السبّاق في المنطقة في هذه المجالات كافة فكيف بالحرّي اليوم وفي الظروف التي تعيشها المنطقة حيث الديمقراطية والحرية وحق الاختلاف على المحك وحق الناس في اختيار ممثليهم تدفع ثمنه الشعوب عرقاً ودماً وتضحيات جسيمة.
لذلــــك، انا أتوجه اليكم لتعملوا جاهدين لانتاج قانون جديد للانتخابات مؤكدين تجاوز قانون الستين الذي يهمّش شريحة واسعة من اللبنانيين ويجعلها غير مشاركة فعلياً في الاداء الوطني لاسيما وأن اتفاق الطائف أقر المناصفة وان الجميع ينادي بتطبيقها.
فالمطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى طمأنة جميع اللبنانيين دون استثناء، أن شراكتهم فعلية، وان الوطن يقوم على تعاون جهود جميع ابنائه وتضافرها. فلا استئثار ولا إقصاء ولا تهميش ولا غلبة بل تعاون وتفاهم وتضافر جهود، فالوطن يقوى بجميع ابنائه ويضعف بضعف اي منهم.
فعليكم وبالسرعة المطلوبة، وكما تقتضي الضرورة، التمهيد لعقد جلسة للهيئة العامة في المجلس النيابي في موعد قريب، للتصويت على قانون جديد فالوقت داهم والاستحقاق يقترب لانتاج قانون انتخابات جديد، وليتحمل نواب الأمة مسؤولية خياراتهم ومواقفهم امام التاريخ والوطن وناخبيهم.
ندعو الله تعالى، ان يوفقكم في مسعاكم وعملكم، وان ينير طريقكم فأنه على كل شيء قدير.”
+ الكردينال بشارة بطرس الراعي
بطريرك انطاكية وسائر المشرق