حاوره فرنسوا فاين
مع اقتراب ذكرى الظهور الأول للسيدة العذراء على برناديت في ١١ فبراير، قامت زينيت بمقابلة الأب كابيس وهو رئيس كنيسة الثالوث الأقدس الرومانية “ترينيتيا داي مونتي” منذ سبتمبر الماضي وكانَ كاهن أبرشية تاربيس ولورد وعملَ على أطروحة لاهوتية فريدة من نوعها حولَ رسالة لورد وهو أستاذ في اللاهوت المريمي.
ننشرُ في ما يلي الجزء الأوّل من المقابلة:
زينيت- ما هي برأيك رسالة لورد الحاليّة؟
الأب أندريه كابيس: يُقال إنّه في روما لكلّ شخص ولكل عائلة ولكلّ وطن منزله وهذه هي الحال في لورد التي أرادَها البابا دارَ عبادة في قلب إيمان الكنيسة: لقد أُقيمت مغارة كمغارة لورد في حدائق الفاتيكان وتحتوي على واحد من مذابح مازابييل. يحتفلُ المرضى ومعهم الحبر الأقدس كل عام في ذكرى الظهورات في كاتدرائية القديس بطرس في روما يومَ 11 فبراير الذي حُدّدَ أيضًا اليوم العالمي للمريض والذي يُقام هذه السنة في بافاريا. كما استقرّ رجال الدين الأوّلون من لورد في روما في المنزل حيث توفي القدّيس جوزيف لابر ودُفن في كنيسة مادونا داي مونتي ولقد زرتها عن طريق الصدفة في أيّامي الأولى في روما.
إذا كانت الكنيسة بحاجة إلى أماكن يتجمع فيها الناس ويعملون فيها وإلى أماكن يأتي إليها أساقفة العالم بانتظام للصلاة على ضريحي بطرس وبولس ونسعى فيها إلى تجديد مستمرّ لطرق إعلان الإنجيل، فهي بحاجة أيضًا هذه الأماكن ولحظات النعمة هذه قرب العذراء الأم التي لا تكفّ عن قول: “افعلوا ما يأمركم به”.
زينيت- كيف تفسرون المكانة التي تحتلّها لورد في قلب الحجّاج الإيطاليين إذ أنّ العديد من الحجّاج يتوجّهون في 11 فبراير إلى لورد على الرغم من الشتاء القارس؟
الأب أندريه كابيس صحيحٌ أنّ لورد تُصبحُ في بعضِ الأحيان وتحديدًا في 11 فبراير “مدينة إيطالية”. وأظنّ أنّ الإيطاليّين يفهمون ضرورة الوقوف مع مريم للاستماع إلى يسوع من دون الكثير من البحث والتفكير. فهم ليسوا خائفين، بل يحبون كلّ ما يحصل في لورد كتبريك المياه ودرب الصليب التي تُقام في الجبال … كما يُحبّون الحشود هم ليسوا خائفين من التعبير عن دينهم علنًا. ولا تغريهم التجارة الدينيّة لأنهم يستطيعون النظر أبعدَ من ذلك وهم كالأطفال الذين يرون بعيون القلب. لذا، فإن الرحلة لا تُخيفهم مهما صعبت وسائل النقل ومهما بدت غير مريحة إلّا أنّهم يعرفون كيفية ابتكار التحسينات وهم يتميّزون بقدرتهم على تنظيم رحلات الحجّ.