كلمة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في لقاء رابطة قنوبين للرسالة والتراث

في بكركي نهار الأربعاء 6 فبراير 2013

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

 يسعدنا أن نُحيّيكم جميعًا، في لقاء رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وهو اللقاء التكريمي الأول لداعمي الرابطة وأصدقائها. ونُحيّي بنوعٍ خاص رئيس الرابطة السيد نوفل الشدراوي مع الشكر له على الكلمة اللطيفة التي تكرّم بها وعلى تنظيم هذا اللقاء. كما نُحيّي الاستاذ جورج عرب المنسّق التنفيذي لمشروع المسح الثقافي لتراث الوادي المقدّس، مُقدِّرين له نشاطه وشاكرين على كلمة التقديم. ونُوجّه تحيّةً خاصّة لسيادة المطران مارون العمّار، نائبنا البطريركي العام في نيابة الجبّة والمُشرف على أعمال الرابطة والموجّه لنشاطاتها.

2. إنّنا نعتزُّ جميعًا بالإنجازات التي حقّقتها الرابطة كما رأينا: العرض الوثائقي لمشروع مسح التراث في الوادي المقدّس، والفيلم عن مغاور الوادي مع الشكر لداعمه، مؤسّسة دولة الرئيس عصام فارس، ومبنى متحف الوادي مع الامتنان للسيد سليم الزعنّي، وسلسلة كتب المغاور بخمس لغات التي يُعنى بها الإعلامي جورج عرب ويدعم إصدارَها السيد ديع العبسي مشكورَين.

ويسعدني أن أشكر باسم الحاضرين على الهدايا التقديريّة الثمينة التي قُدّمَت لكم، أيّها الحاضرون ولي وهي كتب مغاور الوادي، وأيقونة سيدة قنوبين، وفيلم “المقدّس” مع الشكر لمخرجه السيد ميلاد طوق، وللسيد نوفل الشدراوي على دعمه.

3. وبرجاء حب كبيرَين نستذكر الوجه الغائب الحاضر، المرحوم الخوري يواكيم مبارك، رائد إحياء كرسي قنوبين البطريركي وروحانيّة الوادي المقدّس وتراثه. جميلة المبادرة بتقديم مجسّم وجهه لشقيقه السيد اسحق مبارك، المحفوظ في دير سيدة قنوبين. كان الخوري يواكيم مبارك مؤمنًا أنَّ حاضر الموارنة ومستقبلَهم ورسالتَهم في لبنان وهذا الشرق العربي، لخير الجميع، مرتبطان أساسًا بتراثهم الروحي والوطني الذي جسّدوه وخمّروه في الوادي المقدّس، الغنيّ بالمناسك والعابق بصلوات البطاركة والأساقفة والرهبان والكهنة والمؤمنين الذين صعّدوها مع تضحياتهم وتقشّفاتهم وأصوامهم ومعاناتهم بخورًا من عمق الوادي إلى أعلى السماء. ونحن نتطلّع إلى اليوم، ونرجوه قريبًا، الذي ترفع فيه الكنيسة طوباويًّا على مذابحها المكرَّم البطريرك الكبير العلاّمة إسطفان الدويهي، بطريرك قنوبين بامتياز.

4. لقد أعادنا المجمع البطريركي الماروني(2003-2006) إلى هذه الجذور في ملفّه الأول، حيث أبرز هويّة كنيستنا المارونيّة ودعوتها ورسالتها، وصوّرها  حضورًا فاعلاً كالخميرة والملح في رقعتها البطريركيّة بأنطاكيه وسائر المشرق، وامتدّ بها إلى الإنتشار الماروني العالمي. بكشف هذه الهويّة، من الوادي المقدّس الى النطاق البطريركي المشرقي فإلى بلدان الانتشار في الملفّ الأوّل، تمكّن المجمع البطريركي من تحديد نقاط التجديد الراعوي والروحي في حاضر الهيكليّات والأشخاص والمساحات الرسوليّة، في الملفّ الثاني؛ وانطلق نحو آفاق المستقبل مع الملفّ الثالث وعنوانه: الكنيسة المارونيّة في عالم اليوم.

هذه هي أبعاد النشاطات التي تقوم بها رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وأهداف إنجازاتها وجديد برامجها، والدعم المالي السخيّ من أصدقاء الوادي المقدّس: أن يعود الموارنة إلى جذور ماضيهم، لكي يحسنوا عيش حاضرهم، ويخططوا لمستقبل حضورهم ورسالتهم.

ومن أجل هذه الغاية تعمل “اللجنة البطريركيّة للحفاظ على الوادي المقدّس” مع الأونيسكو ومديريّة الآثار في لبنان على حفظ آثارِ هذا الوادي وصيانتِها وتطويرِها وإحياءِ الروحانيّة المارونيّة النسكيّة فيه، لكون هذا الوادي أصبح على لائحة التراث العالمي. إنَّ مسؤوليّة البطريركيّة والكنيسة المارونيّة كبيرة تجاه عالميّة هذا التراث.

كما أرز الربّ الشاهق يتجذّر في أعماق قاديشا ويعلو ويصمد، بمقدار ما يضرب جذوره في الأعماق، كذلك الكنيسة المارونيّة تكبُر ووتنتشر وتشهد بمقدار ما تتجذّر في ماضيها المقدّس المجيد.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير