حاوره فرانسوا فاين

زينيت- ماذا يعني الإسم الذي قالته العذراء للشابّة برناديت يوم ٢٥ مارس ١٨٥٨: “أنا الحبِلَ بلا دنس" وما تأثير هذا الاسم على حياتنا اليوم؟

الأب أندريه كابيس:  استغرق الأمر ثلاثة أسابيع من الصمت حتّى استطاعت مريم أن تكشفَ ما في قلبها لبرناديت. أمّا تاريخ 25 مارس فهو قبل تسعة أشهر من 25 ديسمبر اليوم الذي أصبحت فيه مريم الشابّة حبلى بيسوع وكانت في حينها مريم تبلغ عمر برناديت في عام 1858 وكشفت مريم سرّها يوم ٢٥ مارس ١٨٥٨: إنّها ولدت طاهرة وهذا ما نحتفل به يوم 8 ديسمبر: هي ثمرة اتّحاد والديها وكأنّ الخلق يحدث من جديد من دون الخطيئة الأصليّة. وبالتالي، أصبحَ بإمكانها أن تقدّم مرورَ الله الذي أرادَ المجيء إلى العالم. ولو كان قد حدث أيّ شكّ أو أي رفض أو أدنى خطيئة لما جاء الله. لأن هناك شيئًا واحدًا أن الله الكليّ القدرة لا يمكن القيام به هو أن يفرضَ على قلبٍ مغلق على استقباله. أمّا مريم فقلبها مستعدٌّ بالكامل وهي مؤمنة تقيّة لا تعتمد على القدرة الأرضيّة "أنا لم أعرف رجلاً!" وفي 25 مارس، كشفت نفسها على الضوء الوحيد الذي يكشف لنا الحقيقة على ضوء هبة الله والروح التي تُظلّلها. مريم هي أمة الله. وقد أظهرت لنا عبر برناديت ماهيّة الإنسان الحقيقي: فنحن لسنا سوى استجابةً لحبّ سبقنا وينتظرنا. فنحن موجودون بسبب ارتباطنا بالأقانيم الثلاثة ونحن موجودون فقط في الابن، فبإمكاننا إذًا أن ندعَ قدرة الروح القدس تعملَ من خلالنا.

زينيت: لماذا لا يزال مزار لورد يتفوّق على مزارات أخرى وخاصّة الحديثة منها؟

الأب أندريه كابيس: تُعتبرُ دورُ العبادة دلائل على حضور الله الذي يعطي بمجّانيّة ومن دون حساب. ويمكنك أن تجد أسباب بشرية لشرح عدد من الزوار لورد: فعالية وسائل النقل، والبحث عن معجزات والبنى التحتية، ولكن لا يمكن لأي مكتب سياحي أن يعلمَ سبب نجاح هذه التجمّعات وهذه  اللقاءات الغامضة مع الصغار والضعفاء. إنّها تجمّعات مُدهشة. ولورد هي دارٌ تحضنُ جميعَ المرضى فتصبحُ جروحهم بمثابةِ ضوء ما قبل الولادة جديدة. ويُشكّلُ المرضى وعائلاتهم وأصدقائهم العمود الفقري للحجّ في لورد.

زينيت: تشهدُ ميديوغوريه أيضًا حشودًا كثيرة فما رأيكم في هذه الحركة الجماهيرية الذي قد يُحرج السلطات الكنسية؟

الأب أندريه كابيس: يُمكننا طرح أسئلة بشرية في ما يخصّ لورد وفي ما يخصّ ميديوغوريه أيضًا من حيث التكلفة وقرب المسافة. وإنّ عدد  الزوار قد يحثّ إلى وضعِ أمانات سرّ ومكاتب  وينبغي أن نقبل نعمة المكان من دون أن نحكمَ على موقف الكنيسة من الظهورات ويمكننا أن نقول إنّنا نجدُ في ميديوغوريه جوًّا من الصلاة وتلاوة المسبحة والقداس في كل ليلة، وحافزا للتقدّم للاعتراف، ونجدُ أيضا دعوة لخوض مسيرة كمسيرة الصوم.

زينيت: كتبت في مقدّمة أطروحة الدكتوراه في اللاهوت أنّك: "دخلتَ إلى لورد عبر باب نيفير": وفي نيفير ذاتها، عملت برناديت برسالة العذراء فما هي مفاتيح قداسة برناديت؟

الأب أندريه كابيس: لقد اعتمدَ أسقف تارب ليؤكّدَ صحّة الظهورات على الحجة الأولى وهي "طبيعة الشاهد".

كانت برناديت مرّةً في مكتب المفوضية مع والدتها التي كان قد أعياها التعب فحينَ رأى المفوض أنّها قد يُغمى عليها قال لها: "اجلسا فهناك كراسي." ولكنّ برناديت جلست على الأرض قائلةً إنّها لم ترد أن يتّسخَ الكرسي من ثيابها. فهي رأت أنّ المفوّض لم يدعهما يجلسا في البدء لأنّهما فقيرتين. واحتفظت برناديت بحريّة تعبيرها المجبولة بالحبّ والصبر. لقد حاولوا سابقًا إحضار جثمان برناديت إلى لورد ولكن ليس من السهل نقل الجثمان. وحين نتواجد أمامَ جثمانها في نيفير يمكننا أن نسمعَ كلماتها الحيّة تقول لنا: لا يمكنني إلّا أن أقولَ لكم ما رأيته أو ما سمعته ولكن لا يمنني إجباركم على الإيمان. افتحوا أنتم أيضًل قلوبكم واصغوا إلى الإنجيل!