ترأس البابا بندكتس السادس عشر مساء اليوم الاحتفال بالقداس الإلهي وبرتبة الرماد في البازيليك الفاتيكانية وكان لصاحب القداسة عظة تحدث فيها عن ضرورة ارتداد القلب لعيش الصوم بمعناه العميق، لافتًا إلى أن هذا الإرتداد ليس فقط عملاً فرديًا، بل هو عمل جماعي يشمل الكنيسة بأسرها.
شكر البابا في مطلع عظته الجميع، وبشكل خاص مؤمني أبرشية روما، في الأيام التي يزمع فيها انهاء خدمته البطرسية، وطلب “ذكرًا خاصًا” في الصلاة.
ثم انتقل قداسته للتعليق على قراءات المناسبة مشيرًا إلى أنها تقدم لنا “مواقف وتصرفات ملموسة لزمن الصوم هذا”. فالكنيسة تعرض علينا كلمات النبي يوئيل القائل: “فالآن، يقول الرب: ’إرجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والانتحاب‘”. وشدد الأب الأقدس على عبارة “بكل قلوبكم” التي تعني موقفًا يشمل كل أفكارنا، عواطفنا، جذور قراراتنا، خياراتنا، أعمالنا في موقف حرية كاملة وجذرية.
وتساءل الأب الأقدس: هل هذا الرجوع إلى الله أمر ممكن؟ وأجاب: “نعم! لأن هناك قوة لا تكمن في قلبنا، بل تتدفق من قلب الله بالذات. هي قوة رحمته”.
وتابع الأب الأقدس الاستشهاد بالنبي القائل: “ارجعوا إلى الرب إلهكم فإنه حنون رحيم طويل الأناة كثير الرحمة ونادم على الشر”.
الندامة الحقة، بحسب النبي، ليست في تمزيق الثياب بل بتمزيق القلب. وقال البابا: “كثيرون في أيامنا مستعدون لتمزيق ثيابهم أمام الشكوك والظلم، ولكن قلة من الأشخاص هم مستعدون للعمل على قلبهم، على ضميرهم، على نواياهم، مفسحين للرب المجال لي يحولهم، يجددهم ويهديهم”.
ثم أضاف بندكتس السادس عشر شارحًا أن هذا الارتداد ليس فقط أمرًا يتعلق بالفرد، بل الجماعة أيضًا. فالإيمان هو بالضرورة واقع كنسي ومسيرة التوبة لا يقوم بها الفرد لوحده بل مع الجماعة، في الكنيسة.
ولفت الأب الأقدس إلى الانقسامات في صلب الكنيسة التي تعرض الجسد الكنسي للعار ودعا لعيش زمن الصوم بوحدة كنسية أكبر وأوضح، تتجاوز الفردانية والعداوة، شهادةً متواضعة وثمينة للبعيدين عن الإيمان واللامبالين.