واصل المطران عصام يوحنا درويش القاء مواعظ الصوم المقدس في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة بمشاركة عدد كبير من المؤمنين ، وتحدث أمس عن ” بولس الرسول المجنون “.
وقال سيادته ” حين أتكلم عن بولس الرسول ينتابي شعور بأنني أمام رسول مازال يسير بينا، يخاطبنا ويحثنا على محبة يسوع، فلا يمكنني أن أتجنب الحديث عن أعماله المجيدة وعظائم الأمور التي جرت على يديه، ولا يمكنني إلا أن أنوه بحكمته الإلهيه وكتاباته المدهشة وأفكاره النبيلة وعظاته السماوية. لكني أجد نفسي غير قادر على الولوج في روح هذا الرسول العظيم وتحسس مشاعره لأنه من قامة تتخطى قامات البشر.
لقد رافقت كلماته ووعظه قوة إلهية فكانت لا تخلب الآذان فقط إنما كانت تُسحر القلوب وتُقنع السامع بأن الافتخار يجوز فقط لصليب المسيح”
وتابع درويش ” سأتحدث اليوم عن جنون هذا الرسول الذي ارسى قواعد المسيحية وشيّد بناء الكنيسة.
يتوجه بولس الرسول إلى أهل كورنثوس ويقول لهم: “ليتكم تحتملون جنوني قليلا” (2كور11/1). اضطر بولس إلى هذا القول ليدافع عن نفسه أولا ومن ثم ليؤكد غيرته عليهم، غيرة شبيهة بغيرة الله الذي يريد الخلاص للجميع وهو خطبهم للمسيح وقدمهم له. قال لهم في(كو 11/2): “احتملوني فإني أغار عليكم غيرة الله” 2.
هذا الغرام بيسوع بدأ مع بولس على طريق دمشق عندما ظهر له يسوع
فقد فهم جيدا وبسرعة أبعاد ظهور المسيح له ولم يتوان عن الذهاب مباشرة نحو الجوهر، إن الله يدعوه من جهة وهو يجيب من جهة أخرى. فمن الوقت الذي تراءى له يسوع فهم أنه مُرسل، أرسله يسوع ليبشر بالإنجيل بواسطة الكرازة وفي تبشيره ووعظه لا نجد خطابات رنانة ومقنعة بل على العكس نجد ضعفا وخوفا وارتعادا “لمّا آتيكم ببراعة الكلام أو الحكمة، لأبشركم بشهادةِ الله (1كور1/17).
شُغف بولس بالمسيح. لم ينظر أبدا إلى الوراء، لم يُحب أحد المسيحَ أكثر من بولس، لم يدافع بشر عن المسيح أكثر من بولس ولم يتألم إنسان من أجل المسيح أكثر من بولس.. شُغف به، أحبه، هام به فامتلأ فرحا وتهلل جمالا”
وختم المطران درويش عظته قائلاً” في كل الأحوال لم يكن بولس وحده مجنونا بالمسيح، قديسون كثر تُيموا به، تركوا كل شيء وعاشي في البراري يلهجون باسمه ليلا ونهارا وعلى أيديهم جرت العجائب. حتى أن أحد القديسين سُمي بيوحنا المجنون المتباله من أجل المسيح، بولس الرسول كان فعلا مجنونا بالمسيح لقد تجرأ وقال أنه ضعيف وأنه وجد قوته في المسيح.
أخيرا وقد عرفنا أن جنون بولس كان من أجل المسيح وأن قدرته هي من قوة الله، لا بد لكم أن تحبوا بولس كما أحبه أنا ولا بد أن نقتدي بفضائله”