واصل المطران عصام يوحنا درويش القاء مواعظ الرياضة الروحية في الأسبوع الأول من الصوم في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة بحضور ومشاركة جمهور كبير من المؤمنين، وكانت عظة الأمس بعنوان ” أنا والروح القدس “
وقال درويش ” اجتمعنا هنا بنعمة من الروح القدس، ووجودكم في هذه الصلاة هو تجاوب مع هذه النعمة، أتيتم كثيرين لتصغوا إلى إلهامات الروح، لأن الروح يهبّ حيث يشاء، إنها كالريح تلفحنا وتمسنا لكي تجدد فينا النشاط، تجدد فينا حياتنا. بدون شك أنتم تعرفون من هو الروح القدس لأنكم نلتموه في معموديتكم، لكن السؤال الذي أطرحه عليكم هو التالي: هل اختبرتم الروح القدس؟ هل شعرتم بوجوده في حياتكم؟ “
وتابع ” عندما نعيش مع المسيح يعيش فينا الروح القدس وروح المسيح تبقى معنا وترشدنا، الروح القدس يرشدنا بعدة طرق، يتكلّم معنا بالصلاة، في الصلاة نحن نتكلّم مع الله والله يتكلّم معنا. يرشدنا الله بان يوحي لنا بعمل اشياء بديهية”
وأضاف ” يجب ان نبحث عن ما نستطيع ان نعمله في مجال اختصاصنا لخدمة الله وان نسخّر مواهبنا التي اعطانا الله اياها. عملنا هذا هو باهمية عمل رجال الدين في الكنيسة. الله لم يعطنا مواهب لكي نضيّعها بل لنستخدمها من اجل تمجيد اسم الرب و اعلان البشرى . نحن أيضا ننتظر أن ينزل الروح القدس علينا وعلى كنيسته، فبدون موهبة الروح القدس لا يستطيع إنسان أن يردد أن يسوع هو المخلص، نحن نؤمن بأن المسيحية غير موجودة بدون الروح القدس لأنه هو الذي يعمل فينا ويحيي شعلة الإيمان في قلوبنا.”
واعتبر درويش أن الروح القدس هو معلم الإيمان المسيحي،” ليس المسيحي هو الذي اعتمد وحمل لقب مسيحي فقط، بل هو من يعيش إيمانه. الروح القدس ينعش هذ الإيمان وهو يأتي لنجدة ضعفنا ويجعلنا نكتشف الإله الحي فينا وفي أخوتنا البشر. وهو أيضا يوقظ فينا محبة الله” و الروح القدس هو معلم الرجاء المسيحي ” الروح القدس يسكن في الكنيسة وفي نفس كل مؤمن وهو يساعدنا لنعي ونفهم وحدتنا مع يسوع المسيح ومع بعضنا كشركة روحية. إنه يملأنا من رجاء المسيح فنصير بنعمته، “كالعليقة” الملتهبة، نلهث ليلا ونهارا باسم يسوع.” والروح القدس هو معلم الصلاة ” تتجدد الكنيسة بواسطة الروح القدس. وهويعلمنا أن الصلاة تجعلنا منفتحين على الله وبها نرتفع فوق نفسنا أي أن نجد لنا مناخات نتحادث فيها مع الله. بهذه العلاقة نشعر أننا أبناء الله وهذا لا يتم إلا بالصلاة في الروح القدس.”
وختم درويش عظته قائلاً ” صحيح أننا حصلنا على نعمة الروح القدس ولكن هذا لا يكفي، علينا أن نتجاوب مع هذه النعمة “