الشباب إلى البابا: "أيها الحبر الأعظم ابقَ معنا!"

حشد كبير من الشباب أتى لوداع البابا ولتشجيعه

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

هذا ما كرّره المؤمنون الذين ملئوا ساحة القديس بطرس يوم الأحد للمشاركة بصلاة التبشير الملائكيّ ما قبل الأخيرة مع بندكتس السادس عشر، للطلب من الحبر الأعظم “تغيّر رأيه والبقاء لقيادة الكنيسة”.

“شكراً صاحب القداسة”. هكذا اختتمت جميع الشعارات التي كتبها المؤمنون والتي حملوها يوم الأحد للمشاركة بصلاة التبشير الملائكيّ ما قبل الأخيرة للبابا بندكتس السادس عشر في ساحة القديس بطرس.

بعد مرور أسبوع على اعلان اعتزاله السدة البطرسية، تجمّع الشباب، الكبار، العائلات، الجماعات الرعويّة والحركات من جميع الرعايا في العالم عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا في الساحة ليظهروا عاطفتهم وقربهم من الحبر الأعظم.

احتشد المؤمنون في الساحة حتى الشارع الرئيسيّ. والأكثر تأثيراً هو رؤية السياح القادمين لزيارة البازيليك، الذين توقفوا ورفعوا نظرهم صوب النافذة التي يطلّ منها البابا لسماع كلماته.

ربما، تكمن خلف هذا القرار المفاجئ “الجذريّ”، رغبة من قبل البابا بلفت انتباه العالم الذي غالباً ما يكون غير مركّز ومبالي لأي نوع من الكلام.

ورغم الأعداد الهائلة من الأشخاص الموجودين، فقد عمّ الصمت في الساحة خلال التعليم المسيحيّ للحبر الأعظم. صمت مؤثّر جدّاً، إذ أنه في قلب الجميع يقظة بأنه خلال أيام قليلة لن يتمكنوا من سماع صوت البابا.

 وصل “التوتر” إلى ذروته عندما عندما، وخلال التحيّة، قام البابا بندكتس السادس عشر بشكرهم “لأن أعدادهم كانت هائلة!”، وقال: “انها علامة العاطفة والقرب الروحيّ تظهرونها لي هذه الأيام”.

لفتت بعض الكتابات نظر زينيت. من بينها “أيها الحبر الأعظم ابقَ معنا”. شرح أرماندو ممثل الفريق معنى هذه الجملة: “نحن هنا لندعم البابا ولنطلب منه البقاء لأننا بحاجة إليه، لحضوره كبابا وكرجل حكيم يعزينا. إنه أبونا ونحن نريده أن يبقى لوقت أطول على تلك الشرفة مع ابتساماته”. وأضاف: “إننا نعلم بأن القرار قد اتخذ، وبأن ربنا هو القائد الحقيقيّ، ولكن لا نزال نأمل بأن يتراجع بندكتس السادس عشر عن قراره”.

تتوجّه الحركة السياسيّة الكاثوليكيّة “ميليسيا كريستي” بنفس النداء، قالوا لزينيت بأنهم قدموا إلى الساحة لأنهم “كأبناء الكنيسة، يريدون مطالبة البابا بتغيّر رأيه. وشعارنا يدلّ على ذلك “أنت بطرس، ابقَ!”. سنظلّ نأمل حتى الساعة الثامنة مساءً من يوم 28 فبراير بأن يغيّر البابا رأيه ويتابع قيادة الكنيسة”.

وشرحوا بأنه إذا ظلّ البابا مصرّاً على قراره “حتى ولو أننا نعلم بأن السدة البابويّة ليست متعلقة برجل واحد، ولكننا سنشتاق كثيراً إلى يوسف راتزينغر. في كل الأحوال، سنكون جاهزين لاستقبال الحبر الأعظم الجديد، آملين أن يكمّل أعمال من سبقه”.

دانيلي، الذي هو “رئيس” فتيان البابا من رعيّة القديسة ماريّا ألّي فورناشي، أعلن لوكالة زينيت: “نحن سعداء بجوّ الفرح الكبير الذي يحيطنا هنا بزيارة الحبر الأعظم”.

ثم تابع، إن المبادرة التي يطلقها فتيان البابا حتى آخر الشهر “صلاة دون توقف لروح البابا”. أو: “300 ساعة من الصلاة دون توقف مهديّة للحبر الأعظم، حتى نشعر بقربنا من بندكتس السادس عشر، وتذوقه، الإستماع إليه حتى آخر اللحظات التي سيبقى فيها معتلياً السدة البطرسيّة”.

وبينما يهلل الناس، كان ينظر العديد إلى تلك النافذة في القصر البابويّ مع عيون مليئة بالدموع والعاطفة. قالت فلافيا وفرنشيسكا، شقيقتان من منطقة ريتي، لزينيت: “نحن متأثرتان كثيراً لأنها، وبسبب التزاماتنا، المرّة الأخيرة التي سنستمع بها إلى البابا. ونحن متأثرتان لأننا رأينا شخص متعب، ولكن ذات قدرة كبيرة على اظهار الكثير من الإيمان والرجاء”.

وأضافتا: “سنشتاق لذلك الشخص، الذي رغم تسميته من قبل العديدين بـ “البارد”، قد رأينا منذ البدء قلبه الكبير”. وتنتقل بنا الذاكرة إلى يوم الشباب العالمي في كولونيا عام 2005، عندما “خلال أول لقاء له مع الشباب، في اليوم العالمي للشباب، علم كيف يستقبلنا ويدللنا. حتى ولو أن العالم بأكمله كان يبكي على يوحنا بولس الثاني، لقد واسانا لقاء هذا الحبر الأعظم الجديد”.

حسب شباب الموعوظين الجدد القادمين من رعيّة الولادة “من المهمّ وجودنا الفعليّ بساحة القديس بطرس”. وأكّدوا بأن “الفرح كان ظاهراً على وجه الحبر الأعظم عندما رأى هذه الحشود بقربه”، وأكّدوا أيضاً “قربهم منه بالصلاة” و “دعمه بقراره”.

حتى شباب الإتحاد والتحرير، قدموا من منطقة أبروتسو ليقولوا للبابا، أنه رغم قراره الذي فاجأهم “سيظلّ أبًا للجميع”. بالأخصّ، قالت فالينتينا “سنشتاق إلى دعوته دون ملل وتعب إلى فتح أبواب العقل”.

*** نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب . 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Salvatore Cernuzio

Crotone, Italy Bachelor's degree in Communication Sciences, Information and Marketing (2008) and Master's degree in Publishing and Journalism (2010) from LUMSA University of Rome. Vatican Radio. Rome Seven. "Ecclesia in Urbe. Social Communications Office of the Vicariate of Rome. Second place in the Youth category of the second edition of the Giuseppe De Carli Prize for religious information.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير