أصدر أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في الفليبين “بياناً رعوياً حول بعض المشاكل الاجتماعية الحالية” بعد أن عقدت الجمعية العامة التي استمرّت ثلاثة أيام. في هذا البيان الذي يتألّف من خمس صفحات، يتوجّه الأساقفة إلى الرئيس أكينو والمسؤولين السياسيين في البلاد ليأخذوا على محمل الجد عقيدة الكنيسة الاجتماعية، وبالتالي فهم يطالبونهم بالبدء بإصلاحات فعلية بهدف التصدّي للمشاكل الموجودة منذ القدم والتي لم يستطع أيّ من الرؤساء إيجاد حلول مناسبة لها. وهنا أتوا الأساقفة “ليكونوا الناطقين باسم الأشخاص المعانين”.
وبحسب ما وردنا عن كنائس آسيا، تطرّق المطران جوزيه بالما، رئيس أساقفة سيبو ورئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الفليبين، والذي وقّع هذا البيان، إلى موضوع إعصارين ضربا البلاد مؤخراً وتسببا بأضرار جسيمة. مشيراً إلى أنّ دمار الموارد الطبيعية والغابات والأنهر يدفع إلى البحث في صدق وجودة وكفاءة السياسة التي يمارسها قادة هذه البلاد.
كما وأعرب الأساقفة عن قلقهم حيال “ترويج ثفافة الموت” في المجتمع، بسبب “خضوع القادة السياسيين والاقتصاديين إلى ممارسات البلدان الغربية”، بالإضافة إلى “الفساد وسوء استعمال السلطة”.
من مميزات نظام الحكم في الفلبين استمرارية العائلات المهمّة في الحكم أي “السلالات الحاكمة” التي تحتكر المناصب الانتخابية والحكومية، ويدين الأساقفة نظام الحكم هذا إذ أنّه “يغذّي الفساد وعدم الكفاءة” كما ويدينون المشرّعين الذين يمنعون باستمرار التصويت لقانون يمنع احتكار العائلات الكبرى للنظام السياسي.
علاوة على ذلك، تطرّق هذا البيان إلى نقاط أخرى تعود إلى سلامة النظام الانتخابي التي هي على المحك وواقع أنّ حقوقاً معيّنة توضع في مقدّمة حقوق أهمّ، لا تولى أيّ اهتمام.
الواقع هو أنّ الأساقفة يدينون الجرائم التي يفلت مرتكبونها من العقاب إذ يملكون النفوذ، علاوة على ذلك، يدينون معاناة الفقراء التي لا تنفكّ تزداد مع ازدياد كبر الفجوة التي تفصل بين الأغنياء والفقراء.
تجدر الإشارة إلى أنّه خلال المؤتمر الصحفي الذي تزامن مع هذا البيان، أوضح المطران بالما أنّ الأساقفة لا يشعرون بضغينة شخصية ضد الرئيس أكينو، ولا يريدون إعطاءه درساً كما أنّ الكنيسة لا تسعى إلى إدانة الأحداث بل إلى جعل الجميع يعون الواقع إذا أمكن ويساهمون في إيجاد الحلول.
وأخيراً، اختتم رئيس الأساقفة غابريال ريس هذا البيان قائلاً أنّ للأساقفة حق في التعبير عن آرائهم عندما يتعلّق الأمر بالمشاكل التي تطال المؤمنين في بلادهم. وشدد قائلاً: “إذا كانت الحكومة تعمل جيداً، سنتعاون معها على الدوام، وإذا لم تعمل بشكل جيد فسننتقدها ونعارضها”.