عندما يأتي احتفال مميَّز، يُستعمل عادةً كلمة عيد. ولكن الليتورجيّة قد صنَّفت أعيادها ثلاثة أعياد نسبةً لأهميّتها : الاحتفالات الكبرى، الأعياد والذكرى. هذه الأيّام الليتوجيّة هم وقفات يدعوننا للتامل بهذه الأسرار وبأعياد القديسين. تعتبر الكنيسة أنَّ الاحتفالات الكبرىهم الاحتفالات الأكثر أهميّةً، والذين يحدثوننا عن يسوع ومريم وأيضاً عن القديسين المميَّزين من أمثال : القديس يوسف، القديس يوحنا المعمدان، القديسَين بطرس وبولس. أمّا الأعياد فهم الاحتفالات الذين يذكِّروننا، قبل كلّ شيء، بالقديسين الذين كان لهم دور في تاريخ الكنيسة، من أمثال : الرسل، الإنجيليين، مؤسسي الرهبنيات من أمثالهم القديس بندكتوس، القديس فرنسيس، القديس إغناطيوس، القديس ألفونس… أمّا الصنف الثالث فهو الذكرى الذي نحتفل به بذكر قديسٍ ما.
فالاحتفالات الكبرى والأعياد، من الممكن أنّ تسبقهم فترة تحضيريّة مثل : الثلاثيّة وهي عبارة عن ثلاثة أيّام قبل العيد، التساعيّة وهي عبارة عن تسعة أيّام قبل العيد. والفترات التحضيريّة الأكثر أهميّةً هم : الثلاثيّة الفصحيّة وتساعيّة الميلاد. أمّا الثمانيّة، فهي الأيّام الثمانية التي تسبق العيد، والكنيسة تحتفل باحتفالات خاصة ثمانيّة الميلاد وثمانيّة الفصح.
العذراء مريم والقديسين
خلال السنة الطقسيّة، تحتفل الكنيسة أوقاتاً مميَّزةً من الأعياد الذين من خلالهم يكون المسيحيون مدعويين إلى التأمل في بعض الشخصيّات الذين قد عاشوا كمال الحياة المسيحيّة. والشخصيّة الأولى التي تقدِّمنا إيَّاها الكنيسة هي مريم العذراء لأنَّ دعوتها الخاصة في قصَّة تاريخ الخلاص مع يسوع المسيح، ولأنَّها والدة الله وأمّ الكنيسة و لأنَّ الكنيسة تقدِّمنا إيَّاها كمثل للحياة المسيحية.
أمّا القديسين، فالكنيسة تقدِّمنا إيّاهم كمثل لاتباعهم لانَّهم أمثال حيَّة قد لبَّت دعوة الربّ وتفاعلت مع هذه الدعوة بملء حريّتها وإرادتها. هؤلاء هم مرافقي السفر في رحلة السنة الطقسيّة، ولهذا أمّنا الكنيسة قد وضعت رزنامة طقسيّة يوميَّة، نعيِّدُ فيها كلَّ يوم لأحد القديسين أو أكثر من واحد.