بالتعاون بين موقع “الكلمة اون لاين” الالكتروني ومؤسسة “لابورا”، عقد في فندق “لو روايال” في ضبيه مؤتمر بعنوان “المسيحيون أمام تحديات التوازن في لبنان” في حضور ممثلين عن الأحزاب المسيحية وفاعليات سياسية واقتصادية ودينية واعلامية، ووفد من مؤسسات لابورا وجمعية أصدقاء الجامعة اللبنانية ونبض الشباب (Groact ) وأوسيب لبنان ، والذين شاركوا بالخبرات والمناقشات والمقررات التي أقرها المؤتمر.
وشارك في محاور النقاش القيادي في “التيار الوطني الحر” أنطوان نصر الله، عضو المكتب السياسي في “حزب الكتائب اللبنانية” سيرج داغر، ممثل “تيار المردة” شادي سعد، الأستاذ حبيب افرام، الصحافي نوفل ضو، الناشط في المبادرات المستدامة في المناطق الريفية طلال المقدسي، المرجع الاقتصادي ايلي يشوعي، العضو في المجلس التنفيذي للرابطة المارونية طلال الدويهي، العضو في مؤسسة “the Lebanese information center” وسام راجي، المسؤول في “حزب الوطنيين الاحرار” كميل شمعون والأمين العام للجامعة الثقافية في العالم طوني قديسي .
كلمة الافتتاج ألقاها رئيس تحرير موقع “الكلمة أون لاين” سيمون أبو فاضل، تلتها كلمة رئيس جمعية “لابورا” الأب طوني خضره الذي عرض دراسة عن “الواقع المسيحي في لبنان”، بينما آثر ابقاء الجزء الآخر طي الكتمان خشية ارتداداته .
وأبرز ما جاء في الكلمات فقد تحدث الأستاذ عبدالله بو حبيب عن ضرورة تخطي الاحباط والإنطلاق إلى الامام.
فيما تحدث سرج داغر (الكتائب اللبنانية) عن أنه : “لم نستطيع فعل شيء بسبب تهميشنا، وشراكاؤنا لم يعتبرونا شركاء حقيقيين. في الدولة مافيا وتقاسم مغانم، وهناك إحباط مسيحي وعلينا العمل لتخفيفه. الحل الفعلي والمباشر والجذري هو تطبيق اللامركزية الادارية. وضرورة إحترام التعددية والتنوع. مجالس محلية تدير وتخطط وتمول. كما أن التعليم والطبابة والخدمات أصبحت منة من السياسيين”.
وعن المردة تحدث شادي سعد والذي إعتبر أن : ” الاحزاب المسيحية خاضت حروب للدفاع عن وجود لبنان ثم خرجت مشرذمة مختلفة، والوصاية السورية أدت إلى تهميش المسيحيين وقد حاول الحزب التخفيف من الضرر وتوقيف الانهيار، وعن ضرورة تأمين جو مسيحي ووطني مرتاح وتفاؤلي. ومتابعة المحاولة لتأمين التوازن الحقيقي في مجلس النواب و رعاية مسيحيي الاطراف بشكل فاعل، و الحفاظ على الارض والبقاء في الاطراف، و الابتعاد عن الثقافة السلبية ووضع خطط عملية ناجحة “. كما أشار الى أن مرسوم التجنيس شكل ضربة قوية للتوازن الديموغرافي.
كما تحدث طوني نصرالله (التيار الوطني الحر) عن: “العودة إلى ما قبل الحرب حيث المسيحيون بنوا دولة حقيقية من خلال المؤسسات التي ما زالت مستمرة ولكن ليس لصالحنا، وتحدث عن العوائق في عملنا في الدولة: لا نعرف ما هي الدولة.لا نعرف مدى الاستفادة من غنى الدولة. وعن تغيير الزمن وعلينا أن نفتش عن دور”. ولفت نصرالله الى أن: “القانون الانتخابي أساس في تحسين وضع المسيحيين في الدولة والوظيفة في الدولة بحاجة إلى حماية وإلا يصبح التوظيف مشكلة”.
ثم كانت كلمة لحبيب إفرام عن الرابطة السريانية أبرز ما جاء فيها : “شيء مشترك رائع أن نكون متعددين ، يجب أن يكون الحوار خبزنا اليومي وليس موسميا، والجرأة أن نجلس ونقول أين أخطأنا. وما هو النظام السياسي الذي يحمي المسيحي في لبنان والشرق ويضمن البقاء، كيف نضمن وجودنا في الدولة وحضورنا في الوظيفة العامة ، وماذا جرى لنا بعد تقاتلنا وتشرذمنا وبعدنا عن بعض. كما قدم نظرة عامة عن الحضور المسيحي في الشرق والوضع في سوريا:أي إلتفاتة إلى مسيحيي سوريا وهم في ديارنا؟ ودعى إلى ربيع مسيحي:ربيع الشباب والمرأة والثقافة.
وتحدث طوني قديسي أمين عام الجامعة الثقافية عن : “مواجهة الخلل في التوازن من قبل الجميع، وإن التفوق العددي له أسبابه: الاحوال الشخصية،هيمنة الطوائف، وعن ان وزارة الخارجية مثلا لا تقوم بدور إيجابي للمغتربين، وعن التفريط بالحلول التي تؤدي إلى إعادة التوازن”.
كما تحدث نوفل ضو عن : “موضوع بيع أراضي المسيحيين: يبيع لسببين: يشعر أنه غريب او وصل إلى حالة من العوز الكبير. ولا تعريف للدولة خارج الارض والشعب والدولة. والموضوع الاقتصادي حيث لا يوجد خطة لاستشمار الارض.
النظام الاقتصادي المركب هو أصلح نظام ويقوم على الاستفادة من كل العوامل: الزراعية،التجارية،الصناعية. خطط توجيهية للاستشمار والاستفادة من التنوع المناخي والبئي والتربة. فهكذا نحافظ على أرضنا ولا نبيعها.
وعرض طلال المقدسي لمبادرة مؤسسة مقدسي وهي عبارة عن “فرز أرض القاع، 13 بحيرة في البقاع الشمالي. 46 ألف شجرة مثمرة: لكل عائلة 15 شجرة. دير سيدة جبولة: مثال للعيش المشترك الحقيقي.
أما عن قانون الانتخابات: “تأمين توازن ولكن بالمشاركة مع المسلمين”.
وقدم وسام راجي (المركز اللبناني للمعلومات): نظرة تفاؤلية للموضوع الديموغرافي المسيحي.
فيما عرض طلال الدويهي (الرابطة المارونية) : بالارقام عن بيع الاراضي.
– 125 مرسوم في السنة لبيع أراضي مسيحية.
– حجم البيع بالملايين : ليس لتعليم الاولاد، من قبل أغنياء مسيحيين.البائع مشبوه والشاري مشبوه والاموال مشبوهة.
– الحقيقة هو الخلل في عقل المسيحي وثقافته: من يجبرهم بالقوة على البيع.
– تدمير ذاتي من قبل المسيحيين لانفسهم.
– عودة حق
الشفعة الذي كان يطبق أيام العثمانية.
كما تحدث كميل شمعون (الاحرار) عن : “صحة التمثيل : القانون الذي نقترحه هو “رجل واحد صوت واحد” . نحن بذمة الله ولسنا بذمة أحد (تعبير استعمله طوني نصرالله):المسيحي تخل عن مشروعه السياسي ليندمج في عروبة الشرق الاوسط (القومية العربية) ولم يصلوا إلى مكان، فخسروا مشروعهم وفشل المشروع القومي العربي. الذمية الظهورية متأصلة في عقولنا”.
وكلمة لإيلي يشوعي ( إقتصاد) أبرز ما جاء فيها: “أربع سياسات نقدية متبعة في لبنان تخلت عنها الدول كلها. السياسات هي: النقدية، المالية، الاستثمارية، الخدمات العامة. وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص.الحفاظ على المصلحة العامة لكل الوطن والخاصة لكل شخص”.
وفي نهاية المؤتمر أصدر المجتمعون البيان التالي :
1- اتفقت النقاشات على وجوب ان يبدأ تصحيح الحضور المسيحي وتفعيل دوره من خلال وضع قانون انتخابي جديد يؤمن المناصفة الحقيقية والفعلية بين المسيحيين والمسلمين في انتاج المجلس النيابي وفي تشكّله تطبيقا لنص وروح المادة 24 من الدستور ، وذلك من خلال تمكين المسيحيين من انتخاب نصف اعضاء المجلس النيابي بقوتهم الذاتية .
2- تصحيح الخلل الحاصل في الوجود المسيحي في الوظيفة العامة وفي مختلف مؤسسات وادارات الدولة ووضع قانون تطبيقي للمادة 95 من الدستور يرمي الى ضمان مراعاة مقتضيات الوفاق الوطني في وظائف الفئة الثانية وما دون بحيث يحظر تجاوز المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في الادارة باي من الاتجاهين حدّا معينا قريبا منها.
3- العمل على اقرار اللامركزية الادارية الموسعة وتحقيق الانماء الشامل المتوازن تطبيقا لوثيقة الوفاق الوطني ولمقدمة الدستور اللبناني.
4- اعادة النظر بمرسوم التجنيس الصادر في العام 1994 بسبب العيوب والمفاسد التي اعترته والخلل الديمغرافي الهائل الذي احدثه.
5- العمل على الحد من هجرة اللبنانيين وبالاخص الشباب المسيحي منهم من خلال معالجة الاوضاع الاقتصادية وزيادة فرص العمل وتعزيز الاقتصاد الانتاجي والقطاعات المنتجة وتنمية المناطق والارياف.
6- حض المسيحيين على التمسك بارضهم والامتناع عن بيعها وادانة البيوعات المشبوهة التي تهدف الى التغيير الديموغرافي والسعي الى تحقيق الربح الفاحش ولو على حساب الهوية والوجود. ودعت المناقشات الى تطبيق قانون تملك الاجانب بحزم وامانة ، وفي الوقت ذاته الاسراع في تعديله باتجاه تضييق امكانيات تملك الاجانب العقارات في لبنان تماثلا مع مختلف دول العالم.
7- نوهت المناقشات بالدور الرائد الذي تقوم به مؤسسة لابورا في جمع كلمة المسيحيين وتوحيد جهودهم في اتجاه عودتهم الى مؤسسات الدولة وترسيخ حضورهم الفاعل والمتفاعل وحض الشباب وتدريبهم على تولي الوظيفة العامة.
8- شكر الحاضرون موقع الكلمة اون لاين الالكتروني على تنظيم هذا المؤتمر.