يشير الأب فريدريك فورنوس اليسوعيّ أنّه وفي كلّ شهر، يكشف لنا البابا عن نيّتين ليصلّى عليهما وهما تحدّيين أباح بهما لعالمنا ولرسالة الكنيسة. في الواقع، نحن ندخل في مرحلة يكون فيها “الكرسيّ الرسوليّ شاغرًا” الا أننا سنستمرّ في الصلاة على النوايا التي كشفها البابا للكنيسة جمعاء لشهر مارس:
نيّة الصلاة الجامعة- احترام الخليقة: فلنصلّ كي ينمو احترام الطبيعة وعمل الله الذي يقع على مسؤوليّة الانسان.
نيّة الصلاة من أجل التبشير- من أجل الأساقفة والكهنة
حتى يكون الأساقفة والكهنة والشمامسة مبشّرين لا يكلّون عن التبشير بالانجيل حتى أقاصي الأرض.
“وان كانت الطبيعة ونحن، قصّة حب”
بيدو كوكبنا الأزرق، وطننا الوحيد، هشّا جدّا إذا ما نظرنا اليه من السماء أو الفضاء وذلك يعود بشكل خاص الى نموذج تنميتنا الاقتصادية. الا أننّي أريد أن اصدّق، ومن دون أن أكون ساذجا تمامًا، أنّ احترام الطبيعة والمسؤوليّة لا يعود الى القلق أو الخوف على مستقبلنا فحسب، بل أيضا الى الإنبهار بجمال الخليقة وانفتاح القلوب بعضها على بعض. كيف أستطيع من مكاني أن أعبّر عن احترامي للأرض وبيت الانسانيّة؟
تحت جاذبيّة المال والأرباح، نقوم غالبًا بتقليص عالمنا الحيّ الى مجرّد سلعة ذات عواقب بيئيّة وخيمة على المدى الطويل وسواء كنّا نعي ذلك أو لا، فحماية الطبيعة على الصعيد الفرديّ والعائليّ والمجتمعيّ والسّياسي أمرٌ منوطٌ بنا. ويقول لنا البابا بندكتس السادس عشر إنّ هذه الأزمة البيئيّة من شأنها أن تكون مناسبة لاعتماد نموذج إنمائي مبنيّ على الانسان والخير العام، ويشكّل تحدّي هذا الخيار طريقة عيش ترتكز على الاعتدال والتضامن اذ في نظر الكنيسة لا يمكن الفصل بين العمل البيئي والعدالة الاجتماعيّة: ترتبط علاقتنا مع العالم بعلاقتنا مع الاخرين.
ترى النور عدّة مبادرات وتكتشف طرق أخرى لاختراع علاقة جديدة بين المستهلكين والأساليب الانتاجيّة الزراعية والصناعية إضافة الى إصلاح اقتصادنا. أفكّر بشكل خاص في تنمية:
– جمعيّة الحفاظ على الزراعة الريفية
– الاقتصاد الاجتماعي والتضامني أو أيضا
– “ثقافة مدروسة” في الزّراعة
أفكّر ايضا في هذه الإيماءات الصغيرة اليومية التي يفرضها كلّ منّا في الفرز الانتقائي وفي الطاقات المتجّددة أو في خيار وسائل التقل التي تضطلع بدور مهم في هذه الأزمة.
تدعو الكنيسة الى رفع التحدّي البيئيّ ويقول لنا مونسنيور مارك ستينغر “حتى الكنيسة ستتدخّل بذلك بشكل كامل“.
لماذا نصلّي لهذا التحدّي البيئي؟ لأننا لا نستطيع أن نرفعه الا اذا كان فينا تغيير عميق لطريقة نظرتنا الى الوجود البشريّ والى علاقتنا مع الآخرين ومع الخليقة. نستطيع أن نتعرّف في تأمّلنا في الأنهر والغابات والجبال والبحار أو ببساطة في نجوم السّماء الى وجه هو مصدر حياة الكون (مزمور 18 ) فالكون ليس واقعًا جامدًا. ويقول لنا القديس بولس ذلك في رسالته الى الرّومانيّين: “انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله… الخليقةكلّهاتئنّحتّىاليوممنمثل أوجاع الولادة” (فصل8/ آيات 19 . 22). في الايمان المسيحي، الكون هو في الأساس ذات طبيعة علائقية والانسان جزء لا يتجزأ منه.
علينا أن نصلّي لكي نجسّد هذا التغيير في حياتنا ونكون في خدمة الطبيعة والخير العام والانسانيّة ويفتح لنا إيماننا في المسيح يسوع، القائم من الموت، الأمل.
الأب فريدريك فورنوس اليسوعيّ
اما إرساليّة الصلاة فهي الخدمة الرسميّة لنوايا صلاة البابا