إنها لحظات سعادة عظيمة بالنسبة للكاثوليك في جميع أنحاء العالم: إن أبانا الجديد فرنسيس هو خلف بطرس رقم 266. لقد رحبنا به بامتنان عميق منذ أن رأينا الدخان الأبيض المتصاعد، والآن، اقتداءً ببندكتس السادس عشر، سنظهر له التبجيل والطاعة دون شرط، مع حبنا وصلواتنا، في استمرار وتواصل مع تلك التي رفعناها مع الحبر الأعظم في اطلالته الأولى على شرفة البركات في بازيليك القديس بطرس.
أمّا في هذه اللحظة المؤثّرة، حيث نلتمس عالميّة الكنيسة، أجدّد للحبر الأعظم الجديد الأمانة الكاملة لشخصه ولحبرته، واثقٌ أني أعبّر عن مشاعر المؤمنين -العلمانيين والكهنة- في جماعة أوبوس داي. يعتمد جميعنا على صلاة قداسته للمساهمة بفعاليّة، بتوفر بهيج، في مهمّة التبشير التي ذكرها البابا خلال أول تحيّة له إلى الكنيسة.
كثر الحديث عن المسؤوليّة التي تقع على عاتق الأب الأقدس، خلال أسابيع الانتظار الهادئ. لا يجب علينا أن ننسى بأن البابا يعتمد على عون الله، وعلى مساعدة الروح القدس وعلى عاطفة وصلاة الكاثوليك، وملايين الأشخاص ذات النوايا الصالحة.
كما أوصى، دوماً، القديس جوزيماريّا اسكريفا، أطلب اليوم من الرب بشكل مميّز جدّاً كي يكون لنا جميعاً نحن المسيحيين "مشيئة واحدة، قلب واحد، روح واحد: لأن " omnes cum Petro ad Iesum per Mariam!"- التي تعني: جميعنا، باتحاد قويّ مع البابا، لنذهب بواسطة مريم إلى يسوع".(Forgia, 647).
+ خافيير إيكيفاريا
أسقف أوبوس دي
* * *
نقلته إلى العربية ماري يعقوب - وكالة زينيت العالمية
“البابا فرنسيس يجسّد صورة الوحدة لكلّ الكاثوليك في العالم بأسره”
عقدت الجمعية الخيرية الكاثوليكية جمعية عمومية في مطرانية سيدة النجاة في زحلة بحضور راعي الأبرشية سيادة المطران عصام يوحنا درويش، ورئيس الجمعية الأستاذ عزيز ابو زيد والأعضاء.
التقى قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الجمعة أعضاء مجمع الكرادلة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان. ووجه للكرادلة الناخبين وغير الناخبين كلمة أكد فيها أن الفترة التي خُصصت للكونكلاف كانت مليئة بالمعاني لا لمجمع الكرادلة وحسب بل بالنسبة لجميع المؤمنين. وتابع قداسته يقول: لقد شعرنا خلال الأيام الماضية بمودة وتضامن الكنيسة الجامعة، وباهتمام أشخاص كثيرين نظروا بأعين الاحترام والإعجاب إلى الكنيسة الكاثوليكية والكرسي الرسولي على الرغم من أنهم لا يشاطروننا إيماننا. ومضى الحبر الأعظم إلى القول: ارتفعت من كل زوايا المعمورة الصلوات الحارة للشعب المسيحي على نية البابا الجديد، وكان أول لقاء مع الحشود في ساحة القديس بطرس مفعما بالمشاعر. وتابع البابا فرنسيس معربا عن الامتنان وعرفان الجميل تجاه الأساقفة والكهنة والأشخاص المكرسين والشبان والعائلات والمسنين على قربهم الروحي المؤثر. كما توجه البابا الجديد بالشكر إلى جميع الكرادلة على تعاونهم في قيادة الكنيسة خلال فترة الكرسي الشاغر، خاصا بالذكر الكرادلة أنجيلو سودانو وترشيزيو برتونيه وجوفاني باتيستا ريه. كما حيا الكرادلة الذين لم يشاركوا في الكونكلاف، بالإضافة إلى الكاردينال ميخيا الذي أصيب بنوبة قلبية يوم الأربعاء، وهو يتلقى العلاج حاليا في روما. لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى سلفه بندكتس السادس عشر الذي تمكن من إعطاء دفع قوي للكنيسة خلال حبريته من خلال تعليمه، وطيبته وإيمانه وتواضعه، وهي صفات تبقى إرثا روحيا للجميع. وتابع قائلا: نشعر أن بندكتس السادس عشر أضاء في أعماق قلوبنا شعلة: ستبقى مضاءة لأنها تتغذى بصلواته التي ستدعم الكنيسة في مسيرتها الروحية والإرسالية. بعدها أكد البابا فرنسيس أن لقاءه مع مجمع الكرادلة يأتي بمثابة امتداد للشراكة القوية التي تم اختبارها خلال هذه الفترة، إذ يحرك الكل حس عميق بالمسؤولية تدعمه محبة كبيرة حيال المسيح وكنيسته. ومضى البابا إلى القول: أعرب عن رغبتي في خدمة الإنجيل بمحبة متجددة، مساعدا الكنيسة على أن تكون في المسيح ومع المسيح، وأن تكون كرمة الرب الخصبة. ولفت إلى أن جميع الرعاة والمؤمنين مدعوون خلال سنة الإيمان إلى حمل يسوع المسيح للإنسان والسير بالإنسان نحو اللقاء مع المسيح، الطريق والحق والحياة، الحاضر فعلا داخل الكنيسة والذي يعيش مع رجال ونساء زماننا. كما شدد الحبر الأعظم على أن الحقيقة المسيحية جذابة ومقنعة لأنها تتجاوب مع الاحتياجات العميقة للوجود البشري، معلنة بطريقة مقنعة أن المسيح هو المخلص الأوحد لكل إنسان. ثم توجه إلى الكرادلة فدعاهم إلى متابعة خدمتهم بعد أن أغنتهم خبرة الأيام الأخيرة، وامتلأ قلبهم بالإيمان والشركة الكنسية، وقال: إن هذه الخبرة الفريدة سمحت لنا بأن نشعر بجمال الواقع الكنسي، الذي يعكس دوي المسيح القائم من الموت: والذي سننظر يوما ما إلى وجهه الجميل. ختاما أوكل البابا فرنسيس خدمته وخدمة الكرادلة إلى القديسة العذراء مريم، متمنيا أن يواظب الكل على الصلاة. ثم منح جميع الكرادلة ومعاونيهم والأشخاص الموكلين إلى رعايتهم بركاته الرسولية.