ننقل لكم أخبارًا من أرشيفنا حول البابا فرنسيس عندما كان رئيس أساقفة بيونس أيرس لنتعرف إليه أكثر من خلال موافقه التي يمكن وصفها بالبطولية والنبوية أحيانًا. الخبر من أرشيف عام 2011.

تحدّث الكاردينال خورخي برغوليو في إطار استقالته من مهامّه كرئيس أساقفة الأرجنتين منذ سنين خلت عن وضع الكنيسة كما تحدّث عن بوينس آيرس وقال "علينا أن نُتابع السير ونذهب إلى ما هو أبعد إذ إنّ عدد سكّان هذه المدينة يزداد بين ليلة وضُحاها.

كما شدّد على أهميّة الرعيّة في هذه المدينة التي ليسَ عليها فقط أن تدمجَ الحضارات في ما بينها بل أن تفهم اللغات المتعدّدة فيها.

وفي تعليقٍ حول الحركة العلمانيّة في الأرجنتين قال برغوليو إنّ ثمّة مُشكلة كبيرة في هذا الإطار إذ إنّ رجال الدين يُحاولون"كهننة"العلمانيّين فأن تكون شمّاسًا أسهل من أن تكون بطل حركة علمانيّة. وحذّر من الوقوع في هذا الفخ إذ إنّه ليس علينا طلب "كهننة" العلمانيّين فالعلماني هو علماني يعيش هذه العلمانيّة بقوّة سرّ المعموديّة  يكون خميرة لمحبة الله في المجتمع الواحد فيبني ويزرع الرجاء ويُعلن الإيمان لا من على المنابر بل في حياته اليوميّة.

وفي ما يخصّ "جمال التكنولوجيا" الذي تحدّث عنها بندكتس السادس عشر ، قال الكاردينال برغوليو أنّه لا طالما تعلّقت الكنيسة في كلّ ما هو "حقيقي" لا في كلّ ما هو "طيّب" و"جميل" ولكنّ التواصل يتطلّب هذه الركائز الثلاث.  فإن آمن أحدٌ بأنّ ما يقوله أو يُعبّر عنه هو حقيقي فسيعبّر عنه بطيبة وبجمال. ويرى الكاردينال برغوليو أنّه على الكنيسة العمل في هذا الإطار، أي العمل على جمال الرسالة وطريقة إيصالها.

ويعتبر الكاردينال برغوليو أنّ عمل مجلس أساقفة أميركا اللاتينيّة ينمو ويتطوّر عمله ليصبحَ مُلهمًا إذ إنّ كلّ مجلس لا ينتهي فقط بقرارت على ورقة بل برسالةٍ وهذا أمرٌ بغاية الأهميّة.

البابا يستقبل ممثلين عن الجماعات الكنسية والديانات غير المسيحية: الكنيسة تعي أهمية تعزيز علاقات الصداقة والاحترام بين أشخاص ينتمون إلى تقاليد دينية مختلفة

استقبل البابا فرنسيس عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الأربعاء في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان ممثلين عن الجماعات الكنسية والهيئات المسكونية الدولية والديانات غير المسيحية. وجه البابا لضيوفه كلمة حيا في مستهلها الجميع وعبر عن فرحه لهذا اللقاء شاكرا الكل على مشاركتهم يوم أمس الثلاثاء في قداس بداية حبريته. وأكد عزمه على السير قدما في طريق الإيمان خصوصا خلال سنة الإيمان التي أعلنها سلفه بندكتس السادس عشر، تزامنا مع الذكرى السنوية الخمسين لافتتاح أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. وشدد البابا على أهمية العلاقة الشخصية والمبدّلة مع يسوع المسيح، ابن الله، الذي مات وقام من الموت من أجل خلاصنا. هذا ثم سلط الحبر الأعظم الضوء على ما حققه المجمع المكسوني الفاتيكاني الثاني من انجازات على صعيد المسيرة المسكونية، وأكد أن الجميع يشعر بالاتحاد في الصلاة التي رفعها الرب يسوع كي يكون جميع تلاميذه واحدا. وقال البابا: لنسأل الآب الرحوم أن يساعدنا على عيش ملء هذا الإيمان الذي نلناه كهبة يوم عمادنا وعلى أن نشهد لهذا الإيمان بشجاعة وحرية وفرح. وأكد البابا فرنسيس عزمه على السير قدما في طريق الحوار المسكوني على غرار الأحبار الأعظمين السابقين، ثم توجه إلى الممثلين عن الجماعة اليهودية، وشكرهم على حضورهم في روما معربا عن أمله في استمرار الحوار الديني بين الكاثوليك واليهود، كما شاءه وتمناه المجمع الفاتيكاني الثاني. كما أعرب البابا فرنسيس عن تقديره الكبير لحضور مسؤولين دينيين مسلمين في قداس بداية حبريته، وقال إنه رأى في هذه المشاركة علامة ملموسة للرغبة في النمو في التقدير المتبادل والتعاون من أجل الخير المشترك للبشرية. وختم مؤكدا أن الكنيسة الكاثوليكية تعي جيدا أهمية تعزيز علاقات الصداقة والاحترام بين رجال ونساء ينتمون إلى تقاليد دينية مختلفة. وقال إننا نشعر اليوم أننا قريبون من جميع الرجال والنساء الذين ـ وعلى الرغم من عدم إقرارهم بانتمائهم إلى أي تقليد ديني ـ يبحثون عن الحقيقة والطيبة والجمال. إنهم حلفاؤنا في الدفاع عن كرامة الإنسان وبناء تعايش سلمي بين الشعوب والحفاظ على الخليقة.