“العائلة هي أساس المجتمع، فهي تساهمُ في تجدّد الأجيال وفي التفاعل البشري كما تربط الأفراد بمجتمع أكبر.” لم تؤخذ هذه الكلمات من وثيقة منبثقة عن الكنيسة الكاثوليكيّة بل أُخذت من مقدّمة لدراسة حول الزواج نشرها المكتب الأوسترالي للإحصائات.
وجاء أيضًا في التقرير ما يلي: “ترتبط العلاقات ارتباطًا عميقًا بالكائن، وتلعب العائلة دورًا مهمًّا في تعزيز الشقّ الاجتماعي لدى الأطفال وهيكلة مستقبلهم في المجتمع”.
ونشر المعهد الأوسترالي للدراسة العائليّة إعلانًا عن بحث أُجري سابقًا وأظهرَ أنّ بعض النساء يستعدن مدخولهنّ السابق بعدَ ستّ سنوات وذلك عبر إيجادهنّ شريكًا جديدًا وزيادة ساعات عملهنّ وارتفاع المدخول الذي يتلقّينه من الحكومة.
ولكنّ الأستاذ آلان هايس من المعهد الأوسترالي للدراسة العائليّة قال إنّ هذا لا ينطبق على النساء المطلّقات لأنّ أطفالهنّ يعتمدون عليهنّ. فتظهرُ لنا دراسات أخرى أنّ الأمّهات المطلّقات وأطفالهنّ الذين يعتمدون عليهنّ غالبًا ما يعانون من مشاكل ماديّة”.
كما أفادت الدكتور ليكسيا كيو من المعهد ذاته أنّه سيزداد عدد الأوستراليّين الذين سيخضعون إلى الطلاق وسيؤثّر ذلك على وضعهم الماليّ وعلى نظام دعم المدخول الأوسترالي.
وأضافت قائلةً: “إنّ الطلاق يؤثّر كثيرًا في الرجال والنساء وذلك على صعيد المدخول ويجعلهم يعتمدون على دعم الحكومة.”
تزايد عدم المساواة
ورد في مقالةٍ نُشرت في النيو يورك تايمز أنّ التبدّلات المفاجئة في هيكليّة العائلة تساهم في توسيع فجوة الدخل.
وجاءَ في المقال أيضًا أنّ الولايات المتّحدة أصبحت مجتمعًا يتمحور حول ما تملكه وما لا تملكه العائلات.
وفيما أظهرت البحوث الأوستراليّة أنّ حالة الرجال المطلّقين هي أفضل من حالة طليقاتهم إلّا أنّ دراسة أميركيّة أوضحت أنّه على الرجال أيضًا كلفة ماليّة كبيرة بعدَ الطلاق.
تباطؤ النموّ
بحسب هنري بوتريكوس من مجلس البحوث العائليّة أنّ الطلاق هو العامل الأكثر تأثيرًا في إبطاء النموّ الاقتصادي. وجاءَ في تقرير أعدّه وباتريك فاغان أنّ مدخول الرجال المتزوّجين هو أكبر من مدخول العازبين أو المطلّقين.
كما أظهرَ البحث أنّ إنتاجيّة الرجال تخفّ بعدَ طلاقهم. وجاء في نهاية البحث أنّ الزواج هو عاملٌ ضامن للنموّ الاقتصادي. ففي العقود السابقة تضاعفت حالات الطلاق وخفّت إنتاجيّة الرجال فتراجع النموّ الاقتصادي وتأذّى الاقتصاد الوطني.
أعلن القاضي بول كوليريدج من المحكمة البريطانيّة العليا أنّ انهيار الزواج والعائلة هو المصيبة الأكثر تدميرًا في زمننا.”
فإن أقرّ القضاة والمنظّمات الحكوميّة جميعها والمنظّمات الخاصّة ونيو يورك تايمز أنّ الزواج المستقرّ له التأثير الأفضل على المجتمع، فلما لا تقوم الحكومات بخطوات تُشجّع على الزواج؟