صرّح مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي أنه من بين الرسائل العديدة التي وصلت للبابا بعيد قرار استقالته، رسالة أثرت به كثيرًا وقد كتبها اليه الكاثوليك في الصين، سلطت الضوء على العاطفة التي يكنّها البابا للصين: “لقد احتضنتم الصين، كما الكنيسة الكاثوليكية الصينية، بحب أبوي، واحترام، ورحمة، ورعاية.”
أما أبرز ما جاء في الرسالة فهو أن أساقفة الصين ومؤمنيها كانوا يحملون البابا في صلواتهم وقد حزنوا جدًّا حين علموا باستقالته في 11 فبراير ولكنهم تذكروا المحبة الكبيرة التي كان يحملها قداسته في قلبه للصين، كما أنه كان قد سعى الى تعزيز الحوار تخفيف حمل الصليب الذين يحملونه من خلال اهتمامه ومباركته للصين وللشعب الصيني.
كذلك أضافوا بأنهم لن ينسوا البركة التي منحها في مهرجان الربيع السنوي للذين يحتفلون برأس السنة القمرية، وأعطى الصينيين بركة خاصة. بالإضافة الى ذلك، كان البابا قد وجه أطيب التمنيات للصين وشعبها حين كان يتحضر للألعاب الأولمبية، وهذا شيء سيبقى دائمًا في اذهانهم.
الى جانب ذلك، لن ينسى الشعب الصيني النداء الذي وجهه البابا للكنيسة الجامعة بعيد الكوارث الطبيعية التي حلت في الصين عام 2010 طالبًا الصلاة من أجل الضحايا لكي يساعد الرب الصين على تخطي أزمتها، كما دعا البلدان الأخرى لتمد يد الصداقة لدعم المناطق المتضررة.
سيتذكر الشعب الصيني على الدوام البركات التي منحه إياها البابا بخاصة في رسالته الأخيرة في 25 فبراير يوم عيد الميلاد، ولن ينسى الرسالة الطويلة التي كتبها الى رجال الدين والمؤمنين، والصلاة التي كتبها للصين مباشرة بعد أن بدأ حبريته.
جاء في الرسالة أيضًا أن البابا حاول جاهدًا طوال فترة حبريته أن يسعى للحفاظ على الكرامة الإنسانية، وللدفاع عن قيم الإيمان ولتعزيز التبشير الجديد. أضحى من الصعب بالنسبة الى الأساقفة الصينيين أن يودعوا البابا بسبب الاهتمام الكبير الذي كان يوليهم إياه الى جانب محبته المطلقة لهم ورعايته بهم، فختموا رسالتهم طالبين منه ألا ينسى “قطيعه الصغير” في الصين، بل أن يبقى على تواصل معه، كما أنهم أكدوا على صلاتهم المستمرة له ولخلفه، شاكرين إياه على كل شيء معلنين محبتهم الدائمة له.