وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بعد ظهر أمس الاثنين 4 آذار 2013 إلى روما، يرافقه مدير مكتب الإعلام والبروتوكول المحامي وليد غياض، حيث كان في استقباله في المطار سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي العميد جورج خوري، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل، المعتمد البطريركي لدى الفاتيكان المطران فرانسوا عيد ونائبه المونسنيور طوني جبران والقنصل ألبير سماحة.
ومن المطار، توجه البطريرك الراعي إلى الفاتيكان حيث انضم إلى اجتماع الكرادلة الذي سيبحث في عدد من الشؤون الكنسية، تحضيرًا لتعيين موعد لمجمع الكرادلة الانتخابي الذي سوف ينتخب البابا الجديد.
وفي مطار بيروت قال غبطته: “كل العالم متعاطف بصلاته، مسلمين ومسيحيين، لان البابا ليس فقط للمسيحيين انما ايضًا للمسلمين، والعالم اليوم كله يصلي لأنه يعرف أهمية البابا الذي يحمل قضايا كل الناس والبشرية وكل الشعوب. ونحن علينا جميعًا ان نصلي لكي يلهم الرب اختيار الشخص الذي يريده بعيدًا عن أي حسابات شخصية أو فئوية”.
ويجب ان يعرف الجميع أنه ليس هناك ترشيحات ولا تكتلات، فالرب يدعو ونحن علينا بروح تجرد وبالصلاة واستلهام الروح أن نضع الصوت الذي نراه مناسبًا. واليوم بدأ انعقاد الجلسات، قبل الظهر وبعده، وعلى مدى الأيام المقبلة سيتم التداول بكل الشؤون المنتظرة في الكنيسة في كل أنحاء العالم. وأنا مثلاً حضرت ورقة عن الشرق الاوسط، وكل واحد منا سيتقدم بطروحات عن التحديات والأوضاع، لذلك لم يحصل ان راهن أحد على شيء”.
وعن بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي صدر أمس قال غبطته : “نحن خاطبنا من خلال هذا البيان ضمائر المواطنين والمسؤولين لكي يتحمل الجميع مسؤولياته ويعرف كيف يتصرف تجاه هذا الوطن”.
وعن الحملات التي يتعرض لها الجيش اللبناني من حين الى آخر، قال: “أحيي الجيش اللبناني، وأيضًا كل الشعب اللبناني يحييه، فهو وحده سياج الوطن الذي يصوننا وهو وحده كرامتنا وشرفنا. ونتوجه الى الله لكي يحمي الجيش الذي يضحي بحياته على مذبح الوطن، لذلك يكرم الجندي المجهول. نحن نضع كل ثقتنا بالجيش اللبناني ويجب المحافظة على هيبته وكرامته بكل ما للكلمة من معنى، وعلى المواطنين جميعًا والمسؤولين ايضًا احترامه لانه يمثل الشرعية والقوى العسكرية الوطنية، ولو لم يكن لدينا جيش لبناني لكنا أصبحنا في شريعة غاب”.
سئل: هل تشارك الرئيس نبيه بري مخاوفه تجاه الوضع الامني في البلد، وهل تؤيد ما اكد عليه من ان الامن هو قبل الانتخابات؟
اجاب: “طبعا، فالامن هو خبزنا اليومي، وقد اشرنا الى ذلك في بياننا اليوم ووجهنا صرخة، اذ لا يجوز ان نمر في مثل هذه الاوضاع من دون ان نتطلع الى أهمية الامن. نحن نؤيد الرئيس بري في ذلك، ولكني اريد ان أجدد الدعوة الى ضرورة ايجاد قانون انتخابي جديد يحفظ كرامة اللبنانيين وكرامة المجلس النيابي. واريد ان اكرر واردد اليوم ذلك مجددًا، انه عيب على المجلس النيابي الذي هو مسؤول عن التشريع في البلد الا يصل الى قانون انتخابي جديد غير قانون الستين يكون على قياس لبنان وليس على قياس احد، والا اسمحوا لي ان اقول لهم انهم غير جديرين بأن يكونوا نوابًا”.
وعن مسار عملية الانتخابات البلدية والاختيارية امس ونتائجها في مسقط رأسه حملايا، قال: “لقد كانت هذه الانتخابات جيدة جدًا، ولم يتسن لي متابعة الموضوع حتى مساء امس، فبعد انتهاء صلاتنا المسائية اطلعت من خلال شاشات التلفزة على هذا الموضوع وفرحت لجميع الفائزين مع انني لا اعرفهم جميعًا، ولكنني سررت لان هذا الاستحقاق الانتخابي مر بشكل حضاري”.
ومساء، استقبل الكردينال الراعي رؤساء وآباء وإخوة الوكالات الرهبانية والأديار المارونية في صالون المدرسة المارونية في روما.