هذا اليسوعي المدعو فرنسيس

بابا الظّروف اليائسة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بعد أسبوع من انتخابه يمكننا أن نكون صورة عن البابا الجديد:

رجل قدّيس، متواضع، طيّب، محبّ  للخير، دعا الجموع المحتفية للصلاة لأجله، وتوجّه لتكريم العذراء مريم في كنيسة القديسة مريم الكبرى غداة انتخابه حبرا أعظما.

هذا هو خورخيه ماريو برغوليو، الأرجنتيني إيطالي الأصل، أوّل بابا يسوعي في التاريخ، أول بابا من أميركا اللاتينية، واليسوعي الوحيد في مجمع الكرادلة. أطلّ على الشرفة المركزية في بازيليك القديس بطرس ليظهر أمام العالم ويمنح بركته الأولى “لروما والعالم”.

اختار البابا الجديد اسم فرنسيس، ويدرك المقرّبون منه سبب هذه التّسمية. الإسم انعكاس للطّبيعة: شخص بسيط، لا يحبّ أن يستقلّ التاكسي، بل يفضّل الباص أو الميترو، يقدّم لزواره القهوة التي يعدّها بنفسه، رجل أسس الرّعايا ومراكز الخدمة في أكثر الأحياء فقرا في بوينس أيرس.

كان جورج كاردينالا وأسقفا لبوينس أيرس قبل أن يصبح خليفة بطرس الخامس والستّين بعد المئتين. يتسلّح البابا فرنسيس بشخصيّة غاية في التواضع، شاهد للمحبة والرّحمة، خصّص القسم الأكبر من حياته لخدمة الفقراء والمرضى وقام بغسل أرجل الأشخاص المصابين بالسيدا، غير آبه بالضجّة التي قد يثيرها قرار كهذا.

وضع خورخي ماريو برغوليو إصبعه على الأماكن الأكثر يأسا. لم تشكّل له الملابس الأسقفية مصدر إزعاج، بل على العكس، كانت رمزا لكنيسة المسيح، الرّاعي الذي يبحث عن الخراف الضّالّة.

يخبر أحد الكهنة، أنه بينما كان ينتظر وأبناء رعيّته زيارة الأسقف، رأوا كاهنا يركب درّاجة قادما باتّجاههم… كان ذلك الأسقف نفسه.

عُرف خورخي أنّه رجل حارّ الصّلاة، ولم يمنعه ذلك من تخصيص وقت كبير للإهتمام بالمهمّشين  والضّعفاء. هو أيضا شغوف بكرة القدم ومشجّع لفريق أرجنتيني أسسه كاهن، ولفريق ايطالي عالمي (اليوفنتس).

كاهن عادي، يعلم ما يقوم به، شديد كاليسوعيين، طيّب ومحبّ كالفرنسيسكانيين، مدرك للضّعف البشري ولرحمة الله. كلّ ما يطلبه، يطلبه بتواضع ويرفع الصّلاة لأجل كلّ من يلتقي به.

في ظهوره الأوّل، طلب البابا فرنسيس الصّلاة لأجله، ورفع بعدها الصّلاة لأجل كل المؤمنين. إنّه أب روحي قريب من النّاس ويعرف معنى الفقر والعذاب. العائق الوحيد أمامه سنّه، فهو سيبلغ السابعة والسّبعين في 17 كانون الثاني ديسمبر من هذا العام.

في مجلس الكرادلة عام 2005، احتلّ المركز الثاني في التّصويت بعد جوزف راتزينغر. كان بإمكانه عرقلة انتخاب بندكتس السادس عشر، لكنّه طلب بكل تواضع من الكرادلة التّصويت له ففاز. لطالما رفض الإمتيازات، من أيّ نوع كانت، وسعى لشدّ الروابط الأخوية مع الفقراء والضّعفاء. في الأرجنين الكثيرون ممن يؤمنون بقداسته.

لا بدّ من التنويه بأن البابا الجديد قادم من دولة كاثوليكية بامتياز، ذات موقع مميّز بين محيطين، الأطلسي والهادئ. كان من الصّعب توقّع انتخابه. لكنّني، وقبل ساعتين من تصاعد الدّخان الأبيض، التقيت بصديق مقرّب هو البروفيسور غوزمان كاريكيري، أمين سر المجمع الحبري لأميركا اللاتينية ومعاون الأمين العام للمجمع الحبري للعلمانيين، وأسرّ لي بقناعته أنّ البابا القادم سيكون الكاردينال برغوغليو.

***

نقلته إلى العربيّة بياتريس طعمة _ وكالة زينيت العالميّة­

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير