كعادتها تسعى كاتدرائية المخلص في مونتريال الى تقديم أفضل الخدمات الروحية والاجتماعية للمؤمنين وقد أقامت في زمن الصوم نشاطات يمكن تلخيصها بالآتي: لبّت النائبة الفدرالية ماريا موراني دعوة القيّمين على الحركة الرسولية للأولاد (ميداد) الى المركز الملكي في مونتريال للقاء بعنوان “واقع ومخاطر عصابات الشوارع” وذلك بهدف توعية ألأولاد والشبيبة من مخاطر المجتمع الحاضر. فعصابات الشوارع هي حلوة المذاق بالظاهر ولكنّه الحلو المُرّ كالعلقم، والحلول لها تكمن في قوة المحبة وإعادة القيم الروحية والانسانية والعائلية الى حياتنا وهي حلول إنجيليّة بامتياز. حضر اللقاء حوالي 80 شابًا وشابة بالإضافة إلى الأهل. ولأنه زمن الصوم حوّلت الكاتدرائية عيد الحب إلى عيد العائلة من خلال حفلة رائعة جمعت الأهل مع شبابهم وأطفالهم حيث عاش الجميع زمنا من حبّ، وُجد أساسا من أجل بناء العائلة والمساهمة في عمل الخلق الإلهي. الاتحاد الملكي من جهته قدّم أمسيّة مميّزة من أجل السلام في سوريا عاد ريعها لمساعدة المتضررين من الحرب هناك. أما “كرنفال الشتاء” الناجح بقياد الأب ربيع أبو زغيب فقد كان لمئات الأولاد، ولمدة 3 أيام، واحة دفء في شتاء طويل وقارس لعب فيها الأطفال حتى الشبع، مما زرع الفرح في قلوبهم وشحنهم بطاقة متجددة لتكملة الفصل الدراسي المتبقي لهذه السنة. وفي محطة أسبوعية تحضيرية للزواج إجتمع عشرات “الخطّاب” للإستماع إلى التوجيهات الكنسية والروحية والانسانية الضرورية للمزمعين على عقد زواج كنسي، وكان من بين المحاضرين سيادة المطران ابراهيم ابراهيم. على صعيد آخر واكب المطران ابراهيم ومن تمكن من كهنة الأبرشية ومؤمنيها حدث وصول سيادة المطران بولس مروان تابت إلى كندا حيث نُصِّب في احتفال مهيب مطرانا على أبرشية مار مارون خلفا لسيادة المطران يوسف الخوري. وقام المطران ابراهيم فيما بعد، يرافقه وفد كبير من الكهنة والعلمانيين يمثل مؤسسات الأبرشية الملكية، بزيارة المطران تابت في مكتبه مهنئين إياه ومتمنين له التوفيق في رسالته الأسقفية الجديدة. وبمناسبة الصوم شهدت كاتدرائية المخلص وكنيسة سيدة البشارة في الويست أيلند وكنيسة القديسين بطرس وبولس في أوتاوا حشودا كبيرة من المؤمنين من كل الكنائس كانت قد حضرت للاستماع لواعظ الصوم الأب مروان خوري الذي أتى خصيصا من لبنان ليشارك المؤمنين بخبراته الروحية واللاهوتية العميقة. وقد أُقيمت بالمناسبة القداديس والاعترافات واللقاءات والرياضات الروحية التي أروت عطش كثيرين لبشرى الحق والخير والتوبة والغفران التي تُميّز زمنَ الصوم والعودة إلى الله. الأب مروان حضر أيضا اجتماع كهنة الأبرشية الدوري حيث عرض المطران ابراهيم مشروع بحث عن وضع أسس لاستراتيجية جديدة يجب أن تتّبعها الأبرشية بهدف تأمين استمرارية الأجيال القادمة والمهددة بالذوبان في مجتمع يغزوه الإلحاد وينحرف عن مسرى المصالحة مع الله. ويتضمن هذا المشروع نقاطا رئيسية كموضوع رفع الابرشية إلى مستوى مؤسساتي فيه المدرسة وبيت المسنين وغيرها من المشاريع التي تُعلن في حينها. كما يحوي هذا المشروع على سياسة جديدة تُرفع فيها ضرورة استعمال اللغات المحلية إلى درجاتها القصوى من أجل تأمين التواصل مع الأجيال الجديدة فلا تبقى بعد اليوم كنائسنا رعايا للمهاجرين الجدد فقط، بل وفوق كل شيء رعايا للأجيال الجديدة والقادمة والتي هي كندية بامتياز مع المحافظة على روابط العلاقة الوثيقة مع جذورنا المشرقية. هذا الموضوع طرحه المطران ابراهيم مع زائر كريم هو السيد جان بربارة، الرئيس العالمي لحركة التجدد بالروح القدس (الكاريزماتيك) الذي جال أيضا في كاتدرائية المخلّص وأنحاء المركز الملكي. المطران ابراهيم أطلع السيد بربارة والوفد المرافق على حياة الأبرشية ونشاطاتها وطلب من الحركة اعتبار الكاتدرائية بيتا لها ودعاها للعب دور كبير في بناء حاضرها ومستقبلها. وفي الختام احتفلت الكاتدرائية بعيد ميلاد المطران ابراهيم ال 51 الذي أكد للجميع أن العمر مع الرب يصير فرحا فوق فرح يُنبع خلاصا أما بدون الرب فليس هو إلا جدار سنوات يفصلك عن الفرح الحقيقي.
–