الكلمة الثانية التي ترسم عيد الشعانين هي “الصليب”.
فبعد أن تحدث الاب الأقدس في عظته بمناسبة قداس عيد الشعانين عن “الفرح” النابع من اللقاء بشخص يسوع المسيح، أشار إلى بعد الصليب الجلي في دخول يسوع إلى أورشليم، في خبرة الشعانين الأمس واليوم.
دخل يسوع أورشليم كملك، ولكن أي ملك هو؟ “لننظر له – قال البابا – يركب جحشا، ولا ترافقه حاشية، ولا يحيط به جيش كعلامة عن القوة. تستقبله جموع متواضعة وبسيطة. فيسوع لم يدخل إلى المدينة المقدسة ليحصل على التشريفات الخاصة بالملوك الأرضيين، والمرتبطة بمَن لديه السلطان، ومَن يحكم؛ إنه يدخل إلى أورشليم لكي يُجلَّد، ويُسب ويهان”.
وتابع: “يدخل لكي يكلل بإكليل الشوك، وبعصا وبرداء من أرجوان، لتتحول ملوكيته إلى سبب سخرية؛ إنه يدخل إلى أورشليم ليصعد جبل الجلجثة حاملا خشبة”.
ومن هنا تأتي الكلمة الثانية التي تميز عيد الشعانين: الصليب!
وقال البابا فرنسيس: “يدخل يسوع إلى أورشليم ليموت فوق الصليب. وفي هذا بالتحديد يتلألأ كونُه ملكا بحسب مشيئة الله: فعرشه الملوكي هو خشبة الصليب!”.
يسوع ملك يحمل وقر ضعفنا، آلامنا وخطيئتنا: “يقول يسوع أمام بيلاطس: أنا ملك؛ ولكن سلطانه هو سلطان الله، الذي يقاوم الشر بالعالم، والخطيئة التي تشوه وجه الإنسان”.
وتابع: “إن يسوع يحمل على ذاته الشر، والأرجاس، وخطيئة العالم، ويحمل أيضا خطيئتنا نحن، ليغسلها، يغسلها بدمه، وبرحمته، وبمحبة الله”.
ودعا البابا المؤمنين إلى النظر في الألم الذي يحيط بنا بسبب الشر المتواجد في العالم، والذي نسهم نحن أيضًا في مضاعفته. وتحدث البابا عن “خطايانا الشخصية: غياب المحبة والاحترام تجاه الله، وتجاه القريب وتجاه الخليقة كلها”. وأردف: “لقد شعر يسوع فوق الصليب بثقل كل هذا الشر وانتصر عليه بواسطة قوة محبة الله، وهزمه بقيامته”.
إذا كنا نشعر أننا ضعفاء، غير ملائمين، وغير قادرين، لا يجب أن نتضعضع لأن “الله لا يبحث عن وسائل قديرة: فقد هزم الشر عن طريق الصليب”.
ثم قال: “مع المسيح يمكننا أن نغيِّر أنفسنا والعالم. يجب علينا مواصلة اعلان انتصار الصليب للجميع وفي كل مكان؛ إعلان محبة الله العظيمة هذه”.