أخبار عرض العضلات هي أحداث تكاد يومية في باكستان. وآخر الأخبار التي تردد صداها في الجرائد العالمية كانت تلك المتعلقة بإحراق مئات بيوت المسيحيين. بعد حادثة إحراق حي مسيحي، وبحسب بيان وردنا من وكالة كنائس آسيا، إنّ كلّ المدارس الكاثوليكية والبروتستانية على حد سواء قد عبّرت عن غضبها الشديد عبر إغلاق أبوابها وطالبت السلطات العليا بالسهر على احترام حقوق الإنسان والحرص على عدم انتهاك القانون داعية الى “حماية الأقليّات المسيحية” في البلاد. وقد ذكر البيان أنّ أكثر من 400 عائلة هي اليوم من دون مأوى ومئات الجرحى كانوا حصيلة الحريق بالإضافة الى 200 منزل وكنيستين وسيارات ومدارس ذهبت ضحية الحريق. إنما ما يثير الشك في هذه الحادثة هو غياب دور الشرطة وتغاضيها عن تفاصيل صغيرة سبّبت حادثة مؤلمة في ذاكرة السكّان ويبدو أنّ الضغوطات السياسية دفعت بالشرطة الى عدم تأمين الحماية للمسيحيين. كما تؤكّد الشرطة المحليّة أنّ صوّان مسيح (مسيحي بالغ من العمر ثلاثين سنة) كان وراء هذه الحادثة إذ تجادل مع شهيد عمران ( شاب مسلم) وأساء الكلام عن محمد نبي المسلمين مع العلم أنّ المعلومات أفادتنا أن كليهما كانا تحت تأثير الكحول. وفي اليوم التالي، أُعلم الحي الإسلامي أنّ صوّان مسيحي قد أساء الكلام عن محمد فما كان من الوفود الإسلامية الاّ أن اعتدت على الحي المسيحي وأحرقت كلّ ممتلكات السكّان وهددتهم بحرق منازلهم إن لم يغادروها. ولكنّ اعتقال صوّان مسيح لم يكن كافيًا، فجدّد الوفد الإسلامي الذي يتألّف من 3000 شخص اعتداءهم على الحي المسيحي وأضرم النار في أكثر من 200 منزل مسيحي. ويؤكّد الضحايا أنّ الحريق نشب أمام أعين الشرطة التي لم تحرّك ساكنًا لإطفائه او لمعاقبة الفاعلين. أمام هذا الواقع، استنكر المطارنة الكاثوليكييون بصرامة هذه الانتهاكات المجحفة بحق المسيحيين وطالبوا المسؤوليين السياسيين المسلمين بمساعدة الضحايا ووضع حد للجرم كما وأقيم “يوم تسامح” نهار الجمعة 15 مارس لدعم الجماعة المسيحية.
–