وفي هذا الأسبوع تحتفل الكنائس السائرة على التقويم الغريغوري (المسمى بالغربي) بعيد الفصح المجيد الذي يقع مثل ما أقر فيه مجمع نيقية (325) في الاحد التالي لأول بدر مكتمل بعد الربيع.
وفيما قداسة البابا يحتفل الأحد المقبل بعيد الفصح تحيي كنائسنا – أو رعايانا – “الكاثوليكية ” والارثوذكسية الأسبوع الأول من زمن الصوم، ونجد الفرق كبيراً في هذه السنة لفترة تمتد لخمسة أسابيع.
هذه ضريبة الوحدة، والكنائس الكاثوليكية تقبل طوعاً ومحبة لأن توحد الاحتفال بالأعياد أو بالأحرى توحيد مواعيد الاحتفال به ، ومن شأن ذلك توحيد الناس بأفراحهم وأعيادهم واحتفالاتهم وأيام عطلهم واستراحتهم، هذا فضلاً عن الشهادة في المحبة والوحدة التي يقدمها المسيحيون أمام غيرهم في أن لديهم ديانة واحدة ورباً واحداً وكنيسة واحدة، وان اختلفت تعابير وطقوس بين هذه الكنيسة وتلك. وقد كانت الكنائس في الاردن سباقة منذ عام 1978 للتوحيد الكامل للأعياد وبموجبه يكون الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بحسب التوقيت الغربي وبعيد الفصح للجميع بحسب التوقيت الشرقي.
إلا ان الواقع ما زال أليماً… والدرب شائكة وما زالت بأولها، لان عيد الميلاد لم يوحد في الارض المقدسة، الارض التي جرت فيها أحداث الميلاد والخلاص. وبات الامر بحاجة الى قرار شجاع كالقرار الذي صدر عن رؤساء الكنائس الكاثوليكية بالتعييد المشترك في عيد الفصح، وصولا الى التعييد المشترك بعيد الميلاد.
ثم لماذا سنبقى نسير على نظام “الوضع الراهن” الذي شاركت دول الوصاية بصياغته منذ عهد العثمانيين. أليس هنالك امكانية توحيد الاحتفال بالأعياد في مدينتي القدس وبيت لحم؟ الان الوضع الراهن سيبقى راهناً الى الابد؟ هذا فضلاً عن مسلسلات الاحتفال بالأعياد لدى الكنائس المتنوعة في الدول العربية المجاورة والتي لم تستطع الى اليوم أن تقوم بأي مبادرة مشابهة لمبادرة الاردن والارض المقدسة .
مؤخراً لقد كان لحضور البطريرك المسكوني برتلماوس الثاني أطيب الاثر بحضوره لقداس تنصيب، أو بدء حبرية البابا فرنسيس، وقد تحدثت الأنباء عن زيارة مشتركة سيقوم بهما هذان الكبيران المتواضعان معاً الى الارض المقدسة في العام المقبل، وسوف يدخلان معاً الى بيت لحم والقدس.
ألا يمكن الحديث عن “دخول ” مشترك لرؤساء الكنائس في الارض المقدسة الى كنيسة المهد وكنيسة القيامة، حتى وان تطلب الأمر كسراً لقواعد الوضع الراهن ووضع حدود بين المؤمنين في داخل الكنيسة المقدسة ذاتها. نحن بحاجة الى كسر قوانين وأعراف اصبحت لا تصلح لهذا العصر .
كل التحية لمجلس الكنائس الكاثوليكية في الارض المقدسة ، ولكن من الجانب الآخر ، اي من الاخوة الارثوذكس هل سنجد مبادرة مشاهبة لتوحيد الاحتفال بعيد الميلاد ؟
هل سيدخل البابا والبطريرك المسكوني معا الى بيت لحم ، ولا يدخل رؤساء الكنائس في الارض المقدسة معا الى كنيسة المهد في الميلاد والى كنيسة القيامة للفصح للاحتفال بالعيد في وقت واحد ؟
هنالك في الكنيسة الان مع مجيء البابا الجديد هواء جديد يهب…
يحمل عناوين التواضع والبساطة والتركيز على خدمة الفقراء…
والارض المقدسة أولى الناس لأن تتنشق هذا الهواء …