قرر البابا هذه السنة أن يكسر حاجز التقاليد ويتوجه الى سجن كازال ديل مارمو ليحتفل بقداس "عشاء الرب" مع المساجين، وفي رتبة الغسل انحنى البابا وغسل أرجل 12 سجينًا وقبّلها مما لا شك خلّف أثرًا كبيرًا في قلوب الكثيرين. تجدر الإشارة الى أن المساجين ال12 كانوا من طوائف مختلفة ومن بينهم فتاتين.
لا يغب عن الكثيرين أن البابا ومذ كان أسقفًا كان يفضّل أن يقيم هذا الاحتفال في مستشفى أو سجن أو في مركز للفقراء، وهو بذلك يبرز تواضعه على مثال يسوع الذي غسل أرجل التلاميذ. في عظته المقتضبة أشار البابا أنه قام بذلك على مثال الرب فقال: " إنه مثل الرب، هو الأهم ويغسل الأقدام لكي يكون في ما بيننا أن الأعلى يكون في خدمة الآخرين وهذا رمز وعلامة."
كما شرح الأب الأقدس معنى غسل الأقدام وهو أننا نكون بخدمة بعضنا البعض: "لا يتطلب الأمر أن نغسل كل يوم أقدام بعضنا البعض، فما يعني ذلك؟ يعني أن نتعاون، أن يساعد أحدنا الآخر." إن انحناء البابا لغسل أقدام المساجين ونظرة المحبة التي برزت في عينيه أثرت في قلب كل من كان حاضرًا، وهو بذلك أظهر محبته للجميع ورغبته بمساعدة كل إنسان بغض النظر عن دينه أو أفعاله: "مساعدة أحدنا الآخر، هذا هو ما يعلمنا إياه يسوع، وما أفعله، إنما أفعله من قلبي لأنه واجبي ككاهن وأسقف، يجب ان أكون في خدمتكم."
أخيرًا، طلب البابا فرنسيس أن يفكر كل شخص إن كان مستعدًّا لمساعدة الآخر، فبمساعدة بعضنا البعض، وبحسب البابا، نحقق الخير. وأضاف أنه يجب أن تعتبر هذه اللمسة لمسة يسوع الذي جاء ليَخدم لا ليُخدم.