وخلال القداس واثناء تلاوة الإنجيل المقدس قام المطران درويش بغسل أرجل، اثني عشر معاقاً من جمعيات أيام الرجاء، شعاع الأمل وايمان نور، يمثلون تلاميذ السيد المسيح.
وبعد الإنجيل المقدس القى سيادته عظة جاء فيها :
” هانحن اليوم نجتمع مثل كل سنة في الخميس العظيم المقدس نتذكر معا عشاء السيد المسيح الأخير مع تلاميذه. يذكرنا القديس يوحنا في الإنجيل المقدس أن يسوع كان يحتفل بالفصح كل سنة مع أصدقاءه لكن العشاء الأخير كان مختلفا فهو سيعود إلى أبيه ولأنه كان يعرف أنه سيموت في اليوم التالي.
ما فعله يسوع مع تلاميذه كان قمة المحبة: “ليس لأحد حبٌ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحباءه” (يو15/13). محبته هذه فاضت علينا وأعطتنا الحياة: “إنما أتيت لكي تكون لهم الحياة وتكون لهم بوفرة” (يو10/10) لكنه لم يرد أن يغيب عنا فأسس لنا الافخارستيا ليبقى معنا معلقا على الصليب
إن سر الحياة والحب يكمنان في التضحية وبذل الذات والعطاء، يعني في الصليب. ورسالة يسوع إلى العالم وهو على الصليب تكمن في أننا إذا أردنا أن نربح حياتنا يجب أن نعطيها. المحبة هي أن نعطي ذواتنا لذلك نؤمن بأن الصليب هو رمز الحياة المسيحية وعندما نؤمن بأن الصليب هو بداية الحياة نصير رسل المحبة والسلام.”
وأضاف ” اليوم أيضا نتذكر أن المسيح جعل نفسه خادما فغسل أرجل التلاميذ وجعل نفسه قدوة لنصنع ما صنعه، بتواضعه. رفعنا اليه وعلمنا أن كل من اتضع ارتفع. ونحن على مثاله نغسل في هذه المناسبة الروحية أقدام التلاميذ. وقد اخترت هذه السنة أن أغسل أقدام اثني عشر شخصا من ثلاث مؤسسات بقاعية تُعنى بالمعاقين: إيمان ونور، ايام الرجاء وشعاع الأمل. اخترتهم لأقول لكم أن هؤلاء هم أولادنا وأحباؤنا وأنهم يفوقونا قداسة وهم الأكثر طهارة، وخدمتهم هي مدعاة فرح ليس للأهل وللمؤسسة التي ترعاهم فقط، إنما للكنيسة كلها. أنا أعتقد بأن المعاق هو الساكن في الخطيئة وهو البعيد عن الله وعن أخوته البشر.
يذكرنا هذا العيد بأن المسيح اراد أن يشركنا بحياته الإلهية. نحن نتكلم كثيرا عن وحدة المسيحيين ووحدة الأعياد، لكننا ننسى أن هذه الوحدة لا تتحقق إلا إذا كنا متحدين بيسوع، وهو وحده يوحدنا، وإذا لم نفعل ذلك فسنبقى مفرقين إلى شيع وأحزاب وطوائف. الطريق الى الوحدة هو في الانفتاح على يسوع والدخول في شركه روحية عميقة معه لأنه الطريق الأوحد الى وحدتنا. وهذا ما نجده في سر الافخارستيا أو سر الشكر وقد أوضحه بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (1كور10/16): “الخبز الذي نكسره، أما هو مشاركة في جسد المسيح؟ فنحن على كثرتنا جسد واحد لأن هناك خبزاً واحداً، ونحن كلنا نشترك في هذا الخبز الواحد”.”
وختم درويش عظته موجهاً التهنئة الى الكهنة العاملين في الأبرشية بمناسبة عيدهم في خميس الأسرار ، مشدداً أن ” لا معنى للمطران او للكاهن إن لم يكن في خدمة رعيته مجسداً لتعاليم السيد المسيح” .
وبعد القداس التقى المطران درويش المؤمنين في باحة المطرانية وهنأوه على رتبة غسل ارجل المعاقين، والتي تحصل للمرة الأولى في المطرانية ، والتي حملت في طياتها لفتة محبة وأمل الى فئة منسية في المجتمع اللبناني.