ملحق رسالة الفصح للبطريرك غريغوريوس الثالث

نصوص مختارة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ملحق

دعوة الأب الأقدس البابا بندكتوس السادس عشر

إلى السلام والحوار في سوريا

(نصوص مختارة)

في السلام الملائكي في ساحة القديس بطرس يوم الأحد في 15 أيار 2011

أميل بفكري أيضاً نحو سوريا، حيث من المُلِحّ إعادة لحمة العيش المشترك على قاعدة الوئام والوحدة. أسأل الله ألاّ يستمر نزف الدماء في موطن الأديان الكبرى والحضارات هذا، وأدعو السلطات والمواطنين جميعاً إلى عدم توفير أي جهد في طلب الخير العام، وفي تقبّل الطموح المشروع إلى مستقبل يتسم بالسلام والاستقرار.

بعد السلام الملائكي في كاستل غاندولفو يوم الأحد 7 آب 2011

أيها الإخوة والأخوات،

إني أتابع بعميق القلق حلقات العنف المأساوية والمتصاعدة في سوريا، مع ما خلّفته من ضحايا عديدة وآلامٍ خطيرة. وأدعو المؤمنين الكاثوليك إلى الصلاة من أجل أن تسود المصالحة بدل الانقسام والأحقاد. كما أجدّد بإلحاح دعوة السلطات السورية والشعب، إلى استعادة العيش المشترك السلامي بأسرع ما يمكن، والاستجابة استجابةً مناسبة لطموحات المواطنين المشروعة إلى احترام كرامتهم، ولما هو في صالح الاستقرارفي المنطقة.

في خطاب البابا إلى الهيئات الدبلوماسية المعتمدة لدى الكرسي الرسولي في 9/1/2012

إني أشعر بقلقٍ كبير على سكان البلدان التي تستمر فيها التوترات وأعمال العنف، وبخاصّة في سوريا، التي أتمنى لها نهاية سريعة لنزف الدماء، وانطلاقاً لحوار مثمر بين اللاعبين السياسيين، يعزّزه وجود مراقبين مستقلين.

في السلام الملائكي في ساحة القديس بطرس يوم الأحد في 12 شباط 2012

إني أتابع بكثير من التوجّس حلقات العنف المأساوية والمتنامية في سوريا. فقد تسبّبت بالعديد من الضحايا في الأيام المنصرمة. أذكر في صلاتي تلك الضحايا، التي سقط في عدادها أيضًا الأطفال، وكذلك الجرحى وكلّ من يعاني الآلام من تبعات هذا النزاع الذي يثير قلقًا متناميًا. ثم إنّي أجدد دعوتي الملحّة إلى وضع حدّ للعنف وإلى حقن الدماء. وإني أدعو أخيرًا الجميع – وفي طليعتهم السلطات السياسية في سوريا – إلى تفضيل درب الحوار والمصالحة والالتزام بإحلال السلام. إنَّه من المُلِح الاستجابة إلى الطموحات المشروعة لمختلف مكونات البلاد، وتمنيات المجتمع الدولي، القلق على الخير العام للمجتمع وللمنطقة بأسرها.

في رسالة البابا بندكتوس السادس عشر إلى روما والعالم: فصح 2012

لنسأل المسيح القائم من بين الأموات أن يمنح الرجاء للشرق الأوسط، كي تتعاون في هذه المنطقة جميع المكونات العرقية والثقافية والدينية لما فيه الخير العام واحترام حقوق الإنسان. وفي سوريا بخاصّة، من أجل أن تحقن الدماء، ويتم بلا تلكؤ سلوك درب الاحترام والحوار والمصالحة، كما يتمناه المجتمع الدولي. ألا فليجد اللاجئون القادمون بوفرة من هذا البلد، والمحتاجون إلى الإغاثة الإنسانية، من الاستقبال والتضامن ما يخفف عذاباتهم المضنية.

بعد السلام الملائكي في كاستل غاندولفو يوم الأحد 29 تموز 2012

ما زلت أتابع بتخوف حلقات العنف المأساوية والمتنامية في سوريا، وما تخلفه من مواكب الموتى والجرحى، حتى في صفوف المدنيين، وكذلك من أعداد كبيرة من النازحين داخل البلاد، ومن اللاجئين إلى البلدان المجاورة. أطالب بأن تؤمن لهم المساعدات الإنسانية اللازمة والدعم المتضامن. وفيما أعرب مجدّدًا للسكان المتألّمين عن تعاطفي معهم، وعن ذكرهم الأكيد في صلاتي، أجدّد دعوتي الملحّة إلى وضع حد لكلّ صنوف العنف، وإلى حقن الدماء. أسأل الله أن يمنح حكمة القلب، وبخاصّة للذين يتنكبون مسؤوليات جسامًا، بمن فيهم المنتمين للمجتمع الدولي، كي لا يوفّروا أي جهد في السعي إلى إحلال السلام، عبر الحوار والمصالحة، طلبًا لحلّ سياسي مناسب للنزاع.

من المقابلة على متن الطائرة المتجهة إلى لبنان (14 أيلول 2012):

وعلى سؤال حول ما تنوي الكنيسة الكاثوليكية قوله أو فعله، لمنع انتفاء وجود المسيحيين في سوريا وبلدان أخرى في الشرق الأوسط، في حين أن كثيرين من المسيحيين في سوريا، كما في العراق قبل بضع سنوات، يشعرون بأنهم مضطرين لمغادرة البلاد مكرهين، أجاب الأب الأقدس:

عليّ أولاً أن أقول إنَّ المسيحيّين ليسوا وحدهم من يغادر هربًا، بل وإنَّ المسلمين يغادرون أيضًا. ولكن لا شك أنَّ خطر ابتعاد المسيحيين وانتفاء وجودهم عن هذه المنطقة كبير، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم على البقاء. والمساعدة الجوهرية قد تكون في وقف أسباب الفرار، من حرب وعنف. وبالتالي فأوّل ما ينبغي فعله هو بذل كل ما في وسعنا لإيقاف العنف، وإيجاد إمكانية حقيقية للبقاء معًا، حتى في المقبل من الأيام. ما الذي يمكننا فعله حيال الحرب؟ نقول طبعًا أنه بوسعنا تبيان أن العنف لا يأتي أبدًا لأي مشكلة بالحلّ المنشود، كما يمكننا دعم قوى السلام. وهنا تقع أهمية عمل الإعلاميين، الذين بوسعهم أن يساعدوا كثيرًا على إظهار كيف أن العنف يدمر ولا يبني، ولا فائدة ترجى منه لأحد. وإلى ذلك، بوسعي القول أنه يمكن للشعب المسيحي القيام بمبادرات، بأيام صلاة لأجل الشرق الأوسط، للمسيحيين والمسلمين فيه، وتبيان إمكانية الحوار وإيجاد الحلول. وربما أقول أيضًا أنه ينبغي لاستيراد السلاح أن يتوقف أخيرًا، لأنه بدون استيراد السلاح لا يمكن للحرب أن تستمر. عوضاً عن الخطيئة الجسيمة
المتمثّلة في استيراد الأسلحة، علينا أن نستورد أفكار سلام، ومبادرات خلاّقة، وعلينا أن نجد من الحلول ما يجعلنا نتقبل كلّ امرئ على ما هو مختلف فيه؛ علينا إذاً أن نجعل احترام الديانات بعضها لبعض، واحترام الإنسان من حيث أنه خليقة الله، منظورًا في العالم، وإظهار محبّة القريب على أنها في أصل كلّ الأديان. بهذا المعنى ينبغي اتخاذ كلّ المبادرات الممكنة، بما فيها المساعدات المادية، للمساعدة على وقف الحرب والعنف، فيتسنى للجميع إعادة بناء البلاد.                                      

الأب لومباردي:أيها الأب الأقدس، إنّكم تحملون الإرشاد الرسولي الموجّه لكلّ مسيحيي الشرق الأوسط. وهم اليوم شعوب متألّمة. فهل تجدون أن بوسع الكنائس والكاثوليكيين في الغرب، وبخاصّة في أوروبا وأمريكا، أن يقوموا، إضافة إلى الصلاة ومشاعر التعاطف، بخطوات عملية لمساندة إخوتهم في الشرق الأوسط؟

الأب الأقدس: أقول أنه ينبغي أن نؤثّر على الرأي العام السياسي، وعلى رجال السياسة، كي يصار بكل الجوراح، وكل الإمكانات، وبمبادرات خلاقة حقيقية، إلى الالتزام بإحلال السلام بدل العنف. لا ينبغي لأحد أن يتوقع منفعة من العنف، بل على الجميع الإدلاء بدلوهم لمنعه. بهذا المعنى من الضروري جدًّا بالنسبة لنا أن نعمل على التنبيه والتنشئة والتطهير. وإلى ذلك، ينبغي لجمعياتنا الخيرية أن تساعد مادياً أيضاُ، باذلة قصارى جهدها. لدينا منظمات كفرسان القبر المقدس المختصة بالأراضي المقدسة، ولكن يمكن لمنظمات مشابهة أن تساعد هي أيضًا على الصعيد المادي والسياسي والإنساني في هذه البلدان. وأكرّر مرة أخرى أنه يمكن لمبادرات تضامن مرئية، وأيام صلاة علنية، وما شابه، أن تلفت انتباه الرأي العام، وتعتمل فيه بحق. إنا لعلى قناعة بأن للصلاة تأثيراً؛ إذا ما تليت بكثير من الثقة والإيمان، سيكون لها تأثيرها.

الرحلة الرسولية إلى لبنان (14-16 أيلول 2012): السلام الملائكي في مركز الواجهة البحرية يوم الأحد 16 أيلول 2012

أيُّها الإخوة والأخوات، لنلتفت الآن نحو سيدة لبنان، العذراء مريم، التي يلتف حولها المسيحيون والمسلمون. لنسألها أن تتوسط لدى ابنها الإلهي من أجلكم، وبالأخصّ من أجل سكان سوريا والدول المجاورة، طالبة عطية السلام. تعرفون تماماً مأساة النزاعات والعنف وما ينجم عنها من آلام. وللأسف ما زالت قرقعة السلاح تسمع، وكذلك عويل الأرامل واليتامى! إن العنف والحقد يحصدان حياة الكثيرين، جاعلين من النساء والأطفال أولى ضحاياهما. لماذا كل تلك الأمور الرهيبة؟ لماذا أعداد الموتى تلك؟ إني أسائل المجتمع الدولي! أتوجه إلى البلدان العربية كي تقترح بدافع الأخوة حلولاً قابلة للتطبيق، وتحترم كرامة كل امرئٍ وحقوقه ودينه! على من يرغب في بناء السلام أن يكف عن أن يرى في الآخر شراً لا بد من استئصاله. ليس من السهولة بمكان النظر إلى الآخر على أنّه شخص ينبغي احترامه ومحبته، ولكن إذا ما رغبنا في بناء السلام، وفي استتباب الأخوة، فما من ذلك بد (يو 2: 10-11؛ 1 ف 3: 8-12). لنسأل الله أن يمنّ على بلدكم، وعلى سوريا والشرق الأوسط، بعطية سلام القلوب، وصمت السلاح، وتوقف كل عنف! نسأل أن يفقه الناس أنهم جميعهم إخوة! إن مريم، بوصفها أمنا، تفهم قلقنا وحاجاتنا. مع البطاركة والأساقفة المتواجدين ههنا، أضع الشرق الأوسط تحت كنف حمايتها كأم (المقترح 44). علنا بعون الله نرتد فنعمل بغيرة على إعادة السلام الضروري لحياة وئام بين إخوة، أياً كانت أصولهم وقناعاتهم الدينية! والآن فلنصلي: بشر ملاك الرب مريم…

في خطاب البابا للشباب في بكركي يوم 15/9/2012

لقد علمت أيضًا أن بيننا شبابًا قادمين من سوريا. أودّ أن أقول لكم كم أنا معجب بشجاعتكم. قولوا لعائلاتكم وأصدقائكم، أن البابا لا ينساكم. انشروا من حولكم أن البابا حزين بسبب آلامكم وأحزانكم، وأنَّه لا ينسى سوريا في صلواته وأنها مما يشغل باله. قولوا أنّه لا ينسى أبناء الشرق الأوسط الذين يعانون الآلام. لقد حان للمسلمين والمسيحيين أن يتحدوا ليضعوا حدًا للعنف والحروب.

في رسالة البابا بندكتوس السادس عشر إلى روما والعالم: 25 كانون الأول 2012

لقد أينعت الحقيقة، فحملت محبة وعدلاً وسلامًا.

أجل، فلتنبت براعم السلام للشعب السوري، الذي جرح عميقًا وأصيب بالانقسام جراء نزاع لا يوفر حتى الذين لا حول لهم، ويحصد ضحايا بريئة. مرة أخرى أدعو إلى وقف نزيف الدم، وتسهيل وصول المساعدات للنازحين عن بيوتهم، وللاجئين، والسعي عبر الحوار إلى إيجاد حل سياسي للنزاع.

في خطاب البابا للسفير السوري الجديد لدى الكرسي الرسولي يوم 9/6/2011

من تقاليد سوريا أنها كانت مثالاً للتسامح والتعايش والعلاقات المتناغمة بين المسيحيين والمسلمين، والعلاقات المسكونية والعلاقات بين الأديان هي اليوم أيضًا جيدة. أتمنى بكلّ جوراحي أن يستمر هذا العيش المشترك بين جميع مكونات الأمّة الثقافية والدينية، وأن يتطوّر لما فيه كلّ الخير للجميع، مرسّخًا بذلك وحدة قائمة على العدل والتضامن.

إنَّ الأحداث التي جرت في الأشهر الأخيرة في بعض بلدان حوض المتوسط، ومنها سوريا، تظهر الرغبة في مستقبل أفضل في ميادين الاقتصاد والعدل والحرية والمشاركة في الحياة العامة. وتظهر هذه الأحداث أيضًا الضرورة الملحّة لإجراء إصلاحات حقيقية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. على أنه من المرغوب فيه جدًا ألاّ تتحقّق هذه التطورات ب
عدم التسامح، أو التمييز، أو النزاع، ولا بالعنف بخاصّة، بل عبر الاحترام المطلق للحقيقة، والعيش المشترك، والحقوق المشروعة للأفراد والجماعات، وكذلك عبر المصالحة. ينبغي للسلطات أن تتخذ مثل هذه المبادئ نبراسًا لها، آخذة بعين الاعتبار طموحات المجتمع المدني، وكذلك ما يصرّ عليه المجتمع الدولي.

يسرّني سعادة السفير أن أذكر هنا الدور الإيجابي الذي يلعبه المسيحيون في بلادكم، من حيث أنهم مواطنون منخرطون في بناء مجتمع ينبغي للجميع أن يجدوا لهم مكانًا فيه. ولا يفوتني الإتيان على ذكر الخدمة التي تؤدّيها الكنيسة الكاثوليكية في الميدان الاجتماعي والتعليمي، والتي تحظى بتقدير الجميع. إسمح لي بأن أحيّي بخاصّة مؤمني الجماعات الكاثوليكية، مع أساقفتهم، وأن أشجعهم على تنمية روابط الأخوة مع الجميع. إن العلاقات التي يعيشونها يوميًا مع سائر أبناء وطنهم المسلمين إنما تلقي الضوء على أهمية الحوار بين الأديان، وعلى إمكانية العمل معًا، وبأشكال عدة، لما فيه الخير العام. علّ الدفع الذي وفرته اجتماعات الهيئة الخاصة بالشرق الأوسط من سينودس الأساقفة، يحمل ثمرًا وفيرًا في بلادكم، لمصلحة كل السكان، ولما فيه المصالحة الحقيقية بين الشعوب!

كلمة مندوب الكرسي الرسولي إلى الجامعة العربية في مؤتمر أصدقاء سوريا (اسطنبول 1/4/2012)

بعد اجتماع تونس، انبثق شعاع أمل تمثل بالمهمة التي كلفت بها الأمم المتحدة والجامعة العربية السيد كوفي عنان، الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة. يمكن لهذه المهمة أن تبني على تاريخ سوريا العريق في مجال العيش المشترك بين مختلف الجماعات الدينية والعرقية. إن السوريين يكنون قيمًا مشتركة، قيم الكرامة والعدل للجميع، بغض النظر عن إيمانهم أو عرقهم. فمن الأهمية بمكان إذًا ألا يفوّت الشعب السوري هذا الإرث، في سعيه إلى تحقيق ما لمختلف أعضاء الأمّة من طموحات مشروعة. وفي هذا الإطار يكتسي احترام أماكن العبادة، كل أماكن العبادة، مكانة بعيدة المغزى.

في خطاب البابا إلى الهيئات الدبلوماسية المعتمدة لدى الكرسي الرسولي: الإثنين 7/1/2013

يذهب فكري أولاً إلى سوريا، التي تمزّقها مذابح متوالية، والتي باتت مسرحًا لآلام رهيبة في أوساط السكان المدنيين. إني أكرّر دعوتي لوضع السلاح جانبًا في أسرع وقت ممكن وتغليب حوار بناء من شأنه وضع حد لنزاع لن يكون فيه منتصر، إذا ما استمر، بل مجرّد مهزومين، ولن يخلف وراءه سوى حقول الدمار. اسمحوا لي أيتها السيدات والسادة السفراء، أن أطلب إليكم الاستمرار في إزكاء مشاعر سلطاتكم، كي يصار على عجل إلى تأمين المساعدات التي لا بد منها لمواجهة الوضع الإنساني الخطير.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير