عندما يُجسد مسيحي منطق المسيح يسلب القلوب، وبشكل خاص إذا ما كان بابا، أسقف روما. فبعد أن عودنا – للأسف – تاريخ الكنيسة على النظر إلى البابا كأمير ورئيس دولة، جاءنا هذا البابا الثوري خادمًا، يحتفل بالقداس ببساطة مع العاملين في حدائق الفاتيكان، يصافح جميع الأشخاص الذين يشاركون في قداسه، ينزل عن البابا موبيلي ليصافح الاطفال، المرضى والمخلعين. يقوم بدوره كـ “خادم خدام الرب”.
هذا وقد احتفل البابا أمس الخميس بقداس تأسيس الافخارستيا وخميس الغسل مع المساجين في سجن كازال ديل مارمو للقاصرين في روما.
وكان من بين المساجين الاثني عشر الذين اختيروا للمناسبة شابين مسلمين قبلا تواضع البابا. كما وكان بين الاثنين عشر فتاتين.
وقد شرح الأب فيديريكو لومباردي مدى التأثر وبشكل خاص عندما ركع البابا المتقدم بالسن على ركبتيه الاثنتين أمام هؤلاء الفتيان معبّرا عن حب المسيح، غاسلاً أقدامهم ومقبلاً لها.
وخلال القداس الإلهي صافح البابا جميع الفتيان والفتيات المساجين فردًا فردًا. وعانق معظمهم البابا والتأثر باديًا عليهم.
وبدا البابا على ارتياح كبير في ذلك الجو العائلي، وبغض النظر عن الانتماء العرقي والطائفي عانق البابا الجميع بعطف وفرح ملموسين.
وعلقت وزيرة العدل باولا سيفيريني على الحدث معبرة عن تأثرها أيضًا مشيرةً إلى أنها رأت في الأب الأقدس “الحارس الأول لرجاء الفتيان” لأنهم بالرغم من كل ما مروا بهم “يحلمون حياة مستقبلية بسيطة وصادقة”.
وكان البابا فرنسيس قد قال للفتيان بعد انتهاء القداس: أنا سعيد لأني معكم. سيروا إلى الامام، ولا تدعوا أحدًا يسرق رجاءكم. هل فهمتم!؟ سيروا دائمًا إلى الأمام مع شعلة الرجاء!”.