"لقد رأيت الرب!": كانت تلهث للفرح وللذهول مريم المجدلية عندما تلفظت بهذه الكلمات أمام الرسل. إنها المبشرة الأولى بقيامة الرب. اختار الرب امرأة، ولم يكن لشهادة النساء في ذلك الزمان أية قيمة.
...هذا ما يجري دومًا، يختار الرب الضعف ليُظهر قوته، الصغر ليظهر عظمته، الموت ليهب حياته.
هذا ما جرى في القيامة. غلب الرب يسوع الموت بالموت، وانتصر على كبرياء آدم بتواضعه وعلى عصيان البشرية بطاعته. المجد للكلمة الذي صمت فجلّى على الصليب سر الحب.
نود أن نشارككم مقطعًا من رسالة البابا لعيد الفصح: "المسيح مات وقام من الموت مرة واحدة من أجل الجميع، لكن قوة القيامة، هذا العبور من عبودية الخطيئة إلى حرية الخير، ينبغي أن تتحقق في كل زمان، في الفضاءات الملموسة لكياننا، في حياتنا اليومية. كم من الصحارى ينبغي على إنسان اليوم أن يجتازها! لاسيما الصحراء الموجودة بداخله، عندما تغيب المحبة تجاه الله والقريب، عندما يغيب الإدراك بأننا مؤتمنون على كل ما وهبنا ـ ويهبنا ـ إياه الخالق. لكن رحمة الله قادرة على جعل الأرض الأكثر يباسا تُزهر، وتهب الحياة للعظام اليابسة".
اسمحوا لنا أن نرى في مهمتنا اختيارًا ينصب في أسلوب الرب. فزينيت العربية ترتكز عمليًا على ثلاثة أشخاص يهب الواحد كل وقته وآخر جزءًا من وقته، ولكن الكل يهبون ملء القلب، ملء الحب وملء الإيمان. ونرى كيف أن الرب ينظر إلى صغرنا ويقدره كتقدير أبٍ يُقدم له ابنه أو ابنته "خربشةً" يعتبرها رسمة أسمى من لوحة لبوتيتشلي...
شكرًا لصداقتكم. القيامة هي أيضًا سر صداقة، مصالحة وسلام. وعملنا "يتجوهر" من خلال المشاركة واللقاء معكم. كم تسرنا تفاعلاتكم وتعليقاتكم على صفحة الفايسبوك مثلاً:
سنغيب في هذه الأيام لنستجمع بعضًا من قوانا على أمل أن نعاود الخدمة يوم الاثنين 8 أبريل 2013.
المسيح قام، حقًا قام، ونحن شهود على ذلك.
مع تحيات القسم العربي في وكالة زينيت العالمية،
مدير التحرير،
روبير شعيب